حسن شعيب

الأمل بالشباب يا معرض الكتاب !

بالأمس القريب ختم معرض الرياض الدولي للكتاب أيامه الرائعة بكل ما حملته من ثقافة ولقاءات وورش عمل ومعرفة وشباب ومبادرات تبعث الأمل في جيل قادمٍ واثق الخطوة نحو المستقبل بما يحمله من وعي وطموح نحو الأفضل .

من زار معرض الكتاب بالرياض لاشكّ لن يعود إلا منتشياً بوهج المعرفة الجديدة التي ألقتْ بظلالها على فكره وروحه .. بوجوه أولئك الشباب الرائعين الذين يملؤون جنَباتِ بهْو المعرض وفعالياته ، ينشرون الأمل في عودة “اقرأ” بين الكبار والصغار وكلهم نشوة بأن القادم أجمل ، وأن رؤية 2030 سيحمل شعلتها أولئك الشبيبة الذين نشؤوا محصّنين من الغلو وظلامية الفكر وقد زرعتْ في نفوسهم ثوابت التسامح وحب الخير للناس .

مع ذلك فقد بدأ أولُ أيام المعرض بحملة سلبية على بعض الكتب الجديدة التي صُدّرتْ لشباب يافعين من مشاهير صفحات التواصل الاجتماعي التي صنعتْ شهرتَهم ورسمتْ لهم استثمار وتسويق ذواتهم كسِلعة لا تترك أي فرصة لزيادة تلك الجماهيرية ولو على حساب المعرفة والكتاب ؛ فخاضوا تجربة التأليف وكان لهم مواصلة ذاك الوَهج الشبابي في المتابعة حتى على مستوى محافل الثقافة والكتب .

فكان الهجوم عليهم عنيفاً من المثقفين في التسخيف والتسطيح من قدراتهم وجرأتهم على خوض مجال الكتابة ، واتهامهم بالجناية على الوَعْي والثقافة ؛ مما أنتجَ ردةَ فعْل بمثل الدرجة من أولئك الشباب دفاعاً عن محاولاتهم وتجربتهم البسيطة ؛ قابلها استنكار واستهزاء من المجتمع الذي أُلّبَ عليهم فلم يرحمهم !

وللحقيقة كان لتلك الحملة قبل انطلاق المعرض أثراً سلبياً أعطى لمجتمع القراءة القادم للمعرض من خارج الرياض أو المملكة – صورةً مشوّهة عن معرضنا الدولي للكتاب ؛ أخفتْ كل الجمال الثقافي الذي طغى على المعرض تنظيماً وانفتاحاً في دور النشر والفعاليات الثقافية ، حتى أن تساؤلات الجمهور عن المعرض كانت منحصرة عن مؤلفات أولئك الشباب وكأن المعرض لم يعرض غيرها وقائمٌ عليها !!

إن مجتمعنا بالمملكة قائمٌ على فئة الشباب التي تتجاوز نصف عدد السكان ؛ وهي الفئة التي ستحمل رؤية المملكة القادمة وعلى سواعدها سيكون البناء والمستقبل .. هم بحاجة إلى الاحتواء والتثقيف وبثّ الأمل لا الهجوم والتجهيل وتسليط الأضواء على الأخطاء !

في شبابنا خيرٌ كثير ، وفيهم المبدعون والمخترعون والمتميزون في كافة المجالات التي تفخر بها المملكة وتباهي بهم العالم ؛ ومن الخطأ اختزالهم في السطحية والظواهر الأخرى التي تأخذ وقتها ثم تنتهي كأي فقاعةٍ تعلو ويفرح بها الصغار ثم تغادرهم والبسمة لا تزال على شفاههم .. فلا تحرموهم هذا الفرح وافتحوا لهم أبواب المستقبل وأنتم متفائلون بأنهم سينجحون .

   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى