يتجاوز المسرح التمثيل فوق الخشبة إلى كونه ( حالة تمثل راقية لعشاقه ) فهو في بعده الأعمق تجسيد فني لأبلغ مستويات الإبداع الإنساني إدراكا ووعيا ، وهو حالة روحية وحساسية لممارسيه ومحبيه وعشاقه يتألف في تلك الحالة وجدانهم الشخصي مع الوجدان الجمعي ليس فقط حين تفتح ستارة الخشبة أوحين يؤدى عرض ما فوق خشبته بل هو حالة الشغف الدائم به و التي تجعل الحديث والكتابة عن المسرح تلاقح فكري وتلاحم حضاري تتمازج فيه الفردانية مع ماهو جمعي .
ومن هنا فالمسرح هو( الخلاص وهو الخلاصة) لهذا التوحد الإلهامي الذي يتحقق به ( إنبثاق اليوم من الأمس ) وفق مقولة رولان بارت الشهيرة .
والمسرح توالد عضوي حين يؤمن به عشاقه ويحولون معطيات الحياة منابر تهتف بأسم ( المسرح )
يحولون كل اللحظات عروضا ومشاهدات وحديثا ومثاقفة وطرحا ومناقدة بشغف ظاهر ومعها تتخلق فضاءات تهتم به وتناقش قضاياه ، تستشرف مستقبله و تطرح اسئلته وتشاغب واقعه وهذا ماتصنعه (مجموعة المسرح ثقافة على الواتس آب )
حين تسعى المجموعة من خلال هذه الظاهرة المسرحية عبر هذا التطبيق إلى خلق علاقة تتسم بفعل الديمومة تتيح فرص التواصل المكثف واللحظي والمستمر بين المهتمين بهذا الفن
في محاولة جسورة لهزيمة المسافات والبعد المكاني وغياب العرض المسرحي الذي يستحيل أن نعيشه على مدار الساعة
فنعوض ذلك الغياب بمد آفاق الحديث عن كل ماله علاقة بالمسرح في سيرورة تحاول إحداث حالة من التدوين المستمر عبر فعاليات وبرامج المجموعة التي من ابرزها برنامج صورة مسرحية وبرنامج كتاب في المسرح أو عبر استضافة خبراء المسرح العربي ورواده
أو من خلال النقاشات العامة التي تطرح سعيا نحو غاية خلق مجموعة مهنية وذهابا نحو إرواء عطشنا المسرحي
وفي يوم المسرح الأكبر ( اليوم العالمي للمسرح )
تأتي مجموعة المسرح ثقافة وفي جعبتها باقة من الفعاليات لنجمع تحت مظلة الواتس اب جيشا مسرحيا يمثلون الطيف المسرحي الواسع لمسرحنا العربي.
هل تمثل هذه المجموعة انموذجا للنخبة المسرحية أم للجماعة المسرحية ؟
هو سؤال ملح لكننا لن نقرر الإجابة ولن ننشغل بها ولن نفرضها
لكننا على يقين من أن هذه المجموعة نافذة للمسرح وجسرتواصل لمحبية
ونحن على ثقة أنها باتت تحظى بإحترام كبير بدليل انها باتت تغري الأسماء اللامعة بالحضور عبرها للحديث عن المسرح الذي نعشق
وكما حل رموز مسرحا العربي ضيوفا على هذه المجموعة على مدار العامين الماضيين وفق تقاليد المجموعة الراسخة التي تجعل من ضيف الشهر وجبة مسرحية دسمة
هاهي اليوم تتوج هذا التقليد العريق بلقاء فخم يحاور فيه مؤسس المجموعة( سامي الزهراني ) سعادة رئيس الهيئة الدولية للمسرح المهندس محمد بن سيف الأفخم حين نحلق معه عبر فضيلة السؤال في فضاءات الحلم في يوم المسرح العالمي
لتؤكد المجموعة أنها مؤهلة للتصدي للدور الذي تضطلع به
وأنها مساحة خضراء قادرة على التأسيس لفكر مسرحي
وتشكيل خطاب وعيه معلنة ريادة المسرح
وكم نحن فخورون بأننا نخوض مغامرة جادة في محاولة لتقديم فاصلة صغيرة تخدم منبر التنوير (المسرح )
ومازال في الدرب درب
لنمشي ونمشي
إلى أين تأخذنا الأسئلة
لنرمي كثيرا من الورد في طريق سيدنا المسرح .
———————
كلمة مشرفي مجموعة المسرح ثقافة بمناسبة يوم المسرح العالمي
0