أستفتح النص بقصة من منجم الثراث
(التقى الجاحظ بامرأة قبيحة في أحد حوانيت بغداد، فقال: “وإذا الوحوش حشرت” فنظرت اليه المرأة وقالت: “وضرب لنا مثلا ونسي خلقه”.)
ويقول الأديب الساخر برنارد شو عن الزواج :” الرجال يحلمون قبل الزواج ويستيقظون بعده”.
إن موضوعا مثل الزواج حظي بالتندر والسخرية من قبل الأدباء والكتاب الساخرين ما لم يخط به أي موضوع آخر. لذلك أستنبت مقالي هذا من تضاريس مقالي السابق “أنماط نسائية من تجاربي”.
وهنا سوف أتحدث عن الرجال والأزواج الذين يصفون دائما أنفسهم بأنهم الطرف الوحيد الخاسر في شركة الزواج.
وسألقي الضوء عن الرجال الذين يرسمون لأنفسهم دائما صورة الرجل المحروم من متعة الحرية
لأنه إذا تزوج دخل قفص الزوجية؛ بمعنى أنه سيدخل السجن المؤبد !!
وأتساءل لماذا لا يقال أن المرأة (الزوجة) هي من ستدخل قفص الزوجية (الذهبي) !!؟
أم انها تتزوج لكي تنجو من العنوسة والحظ الرديء.
إن المرأة لم تهزم قط، فإن استخدمت جمالها فهي رابحة ، وإن سخرت من قبحها فهي فائزة.
ودائما يتكلمون عن الزوجة النكدية والزوج المظلوم.
فموضوع الزواج حظي بالكثير من العمق والشمولية من العرب والغرب. وكثفت الكثير من الكاريكاتيرات والصور والتعليقات التي كنّا نراها ونقرأها في الصحف والمجلات
وازداد الآن على السوشيال ميديا التي أصبحت بمتناول الجميع مثل الهواء والماء.
ففي كل يوم نقرأ أكثر من تغريدة تتسم بالتندر والسخرية ويتبعها مباشرة
كم هائل من التعليقات أو التسجيلات المضحكة من كلا الطرفين لدرجة أنها تصل إلى الشتيمة والسب !!
الجميل والملفت أن المرأة دائما تحول خسارتها في ذلك الزوج لربح؛ مثل تلك النكتة التي انتشرت عن الزوجة التي ذهبت إلى الشرطة لتبلغ عن ضياع زوجها، فسألها الشرطي عن مواصفات الزوج فقالت إنه طويل ووسيم وأشقر، وعندما سألها ابنها: “أمي هذي ليست مواصفات أبي” قالت له: “اسكت خلهم يحضرون لنا رجلاً أفضل من أبيك”. وظهرت سعادة العصافير – الأزواج – التي لا يسعها الفضاء لمن ينتصر لهم من التغريدات والتعليقات التي تثأر لهم. في القرن العشرين نشرت الصحف عن الحادثة البشعة التي ذبحت فيها الزوجة زوجها وقطعته بالساطور
استثمرت حكاية الساطور والأكياس كمثال ساخر في الكثير من مواضيع الزواج والخطوبة وغيرها ..!!
وقالوا إن أم كلثوم هي أول من حذرت الرجل من الساطور لما غنت ” إنما للصبر حدود ! ”
بينما غنت بعدها سميره سعيد “مش حتنازل عنك أبدًا مهما يكون “عنكَ إلاّ جُثةً !!
أريد أن أسأل الرجال الذين يعتبرون أنفسهم من الفئة المسحوقة
هل أنتم من فئة (الهوالين) الذين يهولون من الأضرار الواقعة عليهم ويبحثون عن مبررات لأخطائهم
ويكثرون من الشكوى، بينما تنشغل الزوجات عن الشكوى بالتنظيف وتربية الأطفال
والاهتمام بمظهر الزوج ورفاهيته ليس فقط بأن يأكل جيدا بل برعاية علاقاته مع الأهل والاصدقاء ..
فعقلاء الرجال يعلمون أن المرأة لديها القدرة العقلية والأخلاقية وقوة الصبر والعزيمة وكثافة الحكمة،
وكلها أشكال من القوى يمكن أن تمتلكها المرأة مثل الرجل تمامًا دون أن ينتقص ذلك من أنوثتها شيئًا
إضاءة،
المرأة شريكة الرجل في الحياة ولا يستطيع المجتمع أن يقفز على قدم واحدة ،،
عضو الجمعية التاريخية السعودية