القدوة هو الشخص الذي يصل لدرجة عالية من المثالية الإيجابية فيكون أنموذجا يحتذي في سلوكه وفي تعامله مع الناس ومع البيئة التي يعيش فيها سواء في العمل أو المحيط الذي يعتبر الحضن الذي يجد في دفء المشاعر والحميمية التي تشعره بأهميته وقيمته في المجتمع وومن خلال هذا السلوك يكون أسوة للجميع يقتدون به وكيف يمكن أن يكون هذا الشخص مدرسة للآخرين يمكن تربية من حوله بهذه السلوكيات التي تصب في النهاية في خدمة السكان والمكان .
إن هذا البرنامج الذي أطلق في حزمة من المبادرات والبرامج في ملتقى مكة الثقافي ليتضمن مشاريع تنموية وتطويرية في منطقة مكة الذي دشنه مستشار خادم الحرمين الشريفين سمو أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل قبل عام تقريبا الموسم بعنوان ( كيف نكون قدوة ) والذي من وجهة نظري يجب أن يتحول إلى مشروع وطني يعمم على أنحاء المملكة في مدنها وأحيائها وقراها وهجرها وفي جميع مؤسسات الدولة الرسمية والمدنية لنصل إلى الهدف المنشود نحو مجتمع فاضل ومملكة فاضلة في ظل ما تعيشه بلادنا من انفتاح على العالم ودعم الأنسنة بكل ما يحقق لنا الثبات على مبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا والأخذ بما وصل له العالم من تطور وتقدم في شتى المجالات يهدف لترسيخ مجموعة من المباديء ويعزز جوانب الوطنية وروح الانتماء في العمل الاجتماعي والوظيفي واحترام الأنظمة وأعلى معدلات الجودة التي توصلنا للقدوة الصالحة وإذا ما عدنا لتأريخنا وإرثنا الإسلامي فإن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خير البرية وهو قدوتنا في كل ما من شأنه خدمة البشرية بما يتفق واستخلاف الإنسان في الأرض بنص القرآن وروح السنة النبوية قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ….الآية )
والأجمل أن ينطلق هذا البرنامج من منطقة مكة المكرمة التي تضم بيت الله الحرام والكعبة المشرفة وتجمع قلوب المسلمين من أصقاع المعمورة في لباس واحد يأتمرون بما أمر الله به وما وجه به رسوله الكريم في أدائهم لمناسك الحج والعمرة والاصطفاف في نظام عالمي لا يشبهه أي نظام في سلوك يراعي كل ما يحقق للمسلم المساواة والعدل والإيثار والطمأنينة وكل منهم يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه دون إكراه وإنما وفق توجيه رباني وقدوة حسنة ممثلة في رسولنا الكريم وكل من يسير على نهده إلى يوم الدين .
كلمة القدوة كلمة واحدة لكنها مظلة وارفة الظلال لسلوكيات الإنسان المسلم المؤمن المتحضر الذي يبحث عن جماليات الحياة بكل تفاصيلها وكل مناحيها القدوة التي نريدها هي القدوة الحسنة لا السيئة بغية بناء المجتمع بناء يصل به إلى مصاف الحياة الآمنة المستقرة وحبذا أن تكون هذه القدوة منطلقة من المنزل ثم المدرسة وإن علت ثم العمل ثم المجتمع وبتظافر القدوات الحسنة في هذه البيئات المتنوعة نصل إلى درجة التكامل والتكافل الذي يربي في أبنائنا وبناتنا وأسرنا صناعة القدوة التي لا تتوقف على شخص بعينه بقدر ما نريدها في كل عناصر هذه البيئات حت يعم نفعها الجميع.
من هنا نبارك لصاحب هذه الفكرة الخلاقة ونشد على يد كل من يعمل على تفعيلها في المجتمع المحيط بدء بنفسه وانتهاء بالمجتمع الذي يتأسى به ويراه من حيث لا يرى نفسه والله من وراء القصد .