قبل أن تجرى الانتخابات لاختيار عضوات مجلس إدارة جمعية أم القرى الخيرية النسائية، كان البعض يتوقع بهروب الكوادر الشابة من خوض الانتخابات، كما هو الحال في الدورات السابقة، باعتبار أن مقاعد مجلس الإدارة في العديد من مؤسسات وجمعيات وهيئات المجتمع المدني منحصرة على المخضرمين والمخضرمات من أصحاب الخبرات.
غير أن انتخابات جمعية أم القرى الخيرية النسائية بمكة المكرمة قلبت الموازين، وكسرت تلك القاعدة، وزجت بالشباب إلى مجلس الإدارة ليقدمن ما لديهن من أفكار ناضجة وطموح قوي.
ولم يكن هذا إنقاصا بحق المخضرمات إذ رأينا تجانس الخبرة مع الشباب فكانت الرئيسة من أصحاب الخبرة والنائبة أستاذة جامعية تجمع بين الفكر الأكاديمي والحيوية الشابة، وهو ما يشير إلى أن هناك خطوات عملية قوية ستنفذها الجمعية بعد أن أصبحت أصوات الشباب تشكل الأكثرية.
ولا يمكننا أن نطالب مجلس الإدارة بتقديم هذه الخطوة أو تلك، أو تنفيذ هذا البرنامج أو ذاك ونحن بعيدون عنه، فالمجلس إن كان مطالبا بتنفيذ العديد من البرامج التي تعود على المجتمع النسائي بالفائدة دون النظر للفوائد المالية فالجمعية ليست مؤسسة ربحية، لذلك لابد أن تعمل على تنظيم برامج مجانية خاصة للفتيات العفيفات تؤهلهن لسوق العمل، وألا تكون الرسوم المالية عائقا أمامهن .
ولا يمكن القول بأن الجمعية مجرد مؤسسة تعتمد على جمع التبرعات والهبات وتوزيع الصدقات والملابس، فهي مؤسسة تعليمية وتربوية؛ لذلك لابد لها من العمل على دعم مكتبتها العامة وفتحها أمام الزائرات وتنظيم برامج للقراءة الحرة، ومسابقة سنوية لأفضل مقال وأفضل رواية وأفضل قصة، وأن تتبنى الجمعية دعم البرامج الأدبية للناشئة بعد أن عجز نادي مكة الثقافي الأدبي عن تنظيم مثل هذه البرامج.
ودعواتي لمجلس الإدارة الشاب بالتوفيق والنجاح ، فعضواته يدخلن منافسة قوية ونجاحهن في تجاوز كافة الصعاب يؤكد أن الدماء الشابة قادمة وبقوة.
ودعوتي لرجال وسيدات الأعمال بمكة المكرمة لدعم الجمعية فهي مركز إشعاع تربوي وتعليمي بحاجة إلى دعم الجميع.
0