تشهد هذه المرحلة من الزمن العربي، المثخن بالانكسارات، والتغيرات، والأيدولوجيات،
في خريطة ملامح المجتمع، بفسح المجال، أمام صعود، وهبوط مستوى القيم المجتمعية، والعادات، والتقاليد الموروثة.
بعضها تعرض للاندثار، والنسيان، والاستبدال، وبعضها الآخر، لازال يوجه الإنسان، ويرسم له منهاج عمل، وخريطة حياة.
فكما أنها مرحلة، غصت بالأحداث، فهي برزت بقمم من القامات المضيئة، لأوطانها، وعملت على تغيير الكثير، من المسلمات، والبديهيات الأخلاقية، والثقافية، والفكرية والاجتماعية
فبوصلة (الفكر العربي)، وخارطة (كيف تكون قدوة) خالد الفيصل،
رصد وشخص، بدقة وإتقان، الأزمات التي يعاني منها جسد المجتمع، وأبرزها أزمتي (القدوة والوعي)
وأقصد بالوعي التحدي الثقافي، لما تشكله الثقافة من مرجع معرف، ونظري
يزود الإنسان، والمجتمع بالأفكار، والرؤى للتصورات، التي توضح له الطريق، وتنير له سبيله
فالثقافة التي يناشد، وينادي بها، أمير منطقة مكة المكرمة أن تغرس في تضاريس، أذهان الناس
وتتفاعل معها أرواحهم، وعقولهم، وتنعكس في أعمالهم وسلوكهم
هي ثقافة، البناء والتعمير، والتشبث بها، ورفض ولفظ، ثقافة الهدم، والتدمير، والتسلط، والطائفية النتنة.
ثقافة تعلي من شأن المبادرات الإيجابية والإنسانية وتنشد التسامح مع الذات والتعايش مع الآخر؛
ثقافة تنشد اتباع الأحسن بصرف النظر عن قائله أو فاعله (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)
ثقافة ترتقي بمستوى القيم المجتمعية السامقة والعادات والتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد المتجذرة منذ القدم
ثقافة تنبذ التعصب البغيض المغتال للإبداع، والقامع للآراء الحرة، والمطفي لضوء الوعي عبر عقليته المتخلفة الجافة؛
ثقافة تجعل صاحبها شعلة نشاط وحيوية في سبيل عز الوطن وشموخه، ورفعة المواطن وكرامته ..
ثقافة تتحمل مسؤولية جسيمة بالإيمان بالتلاحم واللحمة بين شرائح المجتمع والسلطة؛
ثقافة تغرس في صاحبها الوفاء، والنبل والإخلاص والصدق وإتقان العمل.
ثقافة تسقى بماء المعرفة المنفتحة والخرائط الفكرية والتوهج بالأفكار المضيئة والمفاهيم الدقيقة؛
ثقافة تنادي بالانفتاح بروح التعقل لإبداعات الحضارات الأخرى وإعطاء العقل مبررات وأسباب للتطور والتقدم الحضاري.
ثقافة تبذل الجهد والطاقة في سبيل التطور والإبداع؛
ثقافة تمتلك الإمكانات والطاقات، والتأثير في الحياة الاجتماعية
ثقافة تبحث عن النعم للتحدث بها الناس وترغبهم فيها، لا ثقافة الترهيب والسوداوية
ثقافة تصنع الوعي الراقي العميق والتصميم المستديم والإدارة الخلاقة،
فمبادرة الفيصل للمجتمع السعودي تخطت حدودها، وأصبحت تتبناه اليونسكو لأنها تمثل قيما وآفاقا إنسانية تجرى فيها عناصر الحرية والتسامح واحترام العقل وكرامة الإنسان. والارتقاء بالقيم الحضارية لأنها أكبر استثمار للعقل البشري لبلوغ درجة الرقي والتقدم إلى مصاف الكوكبية والعالم الأول.
1
اخي البروف عايض الزهراني ما خطه يراعك يتماهى مع ابداعك في مغازلة التغير المجتمعي من خلال استدعاء القيم والثوابت كونها مرتكزات اَي مجتمع يأصل نفسه ويسابق لبلوغ العالمية بكل متغيراتها.
وعولت في مقالك الى الارتباط الوثيق بين التغيير ومبادرتي أمير الفكر العربي “نحو العالم الاول” و”كيف نكون قدوة” كخارطة طريق يبقى جدية التفعيل والتقييم المحايد المستمر للأداء وقياس الإنجاز