الجرب مرض جلدي يبدأ بحكة، ويتطور حتى يصبح تقرحات جلدية…
الجرب كان يصيب الإبل، فيتم عزل المصاب منها عن السليم من الداء، وكان أصحاب الإبل يقومون بطرد البعارين المصابة من أي اتجاه جاءت، خوفًا من تفشي المرض بين بقية الإبل.
حقيقة – وهذا جهل مني – كنت أظن أن داء الجرب خاص بالحيوانات، ولم أعلم أن الانسان يصاب به أيضًا إلا بعدما تفشى في مدارس مكة المكرمة عمرها الله …
عملت في مجال التعليم أكثر من ثلاثين عامًا، ولم أسمع بتفشي مرض بين التلاميذ مثلما هو حادث الآن مع فارق البيئة الصحية؛ حيث تطور الأسرة صحيًا من حيث نظافة الأبناء والبنات، والعناية بنظافة أجسادهم وملابسهم وحقائبهم.
وكذا المبنى المدرسي أيضًا واكتظاظه بالتلاميذ، فالوعي الصحي الآن أفضل وبمراحل عنه قبل ثلاثين عامًا…
كل هذا ولم نشاهد أو نسمع بتفشي مرض جرب أو غيره ..
فما الذي حدث ياترى ..؟
الذي حدث أن الجاليات كان لها مدارسها الخاصه بها هذا أولًا، ونعلم أن معظم مرضى الجرب اليوم من جاليات أجنبيه وجالية بعينها، ومع الأسف رغم أن حكامنا أوصونا خيرًا بأبنائنا وضيوفنا، وهيأوا لنا ولهم البيئة الصحية النظيفة في المدارس من حيث سعة الفصول وعدد التلاميذ في كل مدرسة وكل فصل إلا أن إدارة تعليم مكة، وخلال الثلاث أو الأربع السنوات الماضية أخذت بعملية ضم المدارس المستأجرة مع الحكومية، دون مراعاة للعواقب الصحية والأمنية من جراء تكدس التلاميذ في الفصل أولًا، ثم في المدرسة كلها.
وقد قرأت اليوم في إحدى الصحف أنه تم ضم أربع مدارس في مدرسة واحدة بحي العزيزية، وبقائد واحد وفي مبنى قديم غير صالح للدراسه كان لمعهد المعلمين قبل تحويله لكلية.
ما الأضرار الناجمة عن تكدس التلاميذ ؟
* أضرار أمنية من خلال الازدحام الشديد، وتدفق التلاميذ عند الانصراف؛ خاصة إن كانت المدرسة على شارع سيارات.
* أضف لذلك إصابات جراء الازدحام عند الدخول والخروج من المدرسة، بل في الفصل نفسه.
* أضرار صحية من خلال انتشار العدوى السريع من خلال التصاق الطلاب ببعضهم، وهو مانراه الآن.
إدارة التعليم أخطأت عندما ضمت مدارس الجاليات للتعليم العام أولا، ثم أخطأت عندما كدست التلاميذ على بعضهم جراء ضم المدارس المستأجرة للحكومية دون مراعاه لسعة المدرسه وفصولها، ثم إهمال النواحي الصحية في مدارسنا؛ وخاصة دورات المياه وممرات المدرسه وكذا الفصول والمقاصف.
مكة المكرمة -عمرها الله- تكتظ بأعداد كبيرة من البشر وبها جاليات يقدر عددها بعشرات الآلاف تحتل أحياء؛ خاصة بها منذ عشرات السنين إن لم أقل مئاتها.
مكة المكرمة تحتاج لنظرة خاصة -وحكومتنا أعزها الله- لم تقصر مع أم القرى، لكن هناك أحياء تم تكدسها بجنسيات معينة تحتل منازل متلاصقة تفتقر لأبسط الشروط الصحية.
الجالية البرماوية: في النكاسة ترى منازلها متشابهة جميعها عظم بالطوب الأحمر؛ وكأن من شروط البناء أن تبقى كما هي دون تلييس ولا أعلم هل هي بتصريح من البلدية أم عمرت من وراء أعينها؟
( المنازل واضحة أمام مرأى الجميع )
ولا أدري كم من البشر في كل بيت؟
كل ما أعلمه أن النواحي الصحية بواد وهم بواد آخر، وكذا نرى الإفريقيين، في شارع المنصور وجرول ووادي جليل، وغيرها لايختلفون عن البرماويين في العشوائيات وتزاحم البشر والبيوت.
إن بقي حال جاليات مكة على ماهو عليه وتصرفات تعليم مكة في التكديس على مانرى، ونشاهد فنحن أمام أوبئة وأمراض لاحصر لها…
حمانا الله منها ..
الأمل في الله ثم في ولاة أمرنا فهم والله الذين حرصوا، ولا زالوا يحرصون على مكة بالذات أكثر من أي مكان آخر، كيف لا وهي أم القرى …
ملاحظات هامة:
* النظر في الأحياء العشوائية وتنظيمها أو إزالتها.
* الجاليات المتجذرة، وتصحيح وضعها ووضع منازلها.
* والاهم الأهم المدارس، عدم تكدس التلاميذ وذلك بمنع ضم المدارس، وتكدس التلاميذ في الفصول، العناية بنظافة المدرسة؛ وخاصة دورات المياه والفصول والمقاصف المدرسية، ونشر الوعي الصحي بين الأولياء وخاصة الجاليات.
* المباني المدرسية وسعتها وعدد تلاميذ كل فصل.
اللهم احم بلادنا من الوباء والبلاء، احفظ لنا قائدنا ومليكنا وولي عهده، ووفقهما لما فيه الخير كل الخير لبلادنا الطاهرة …
أود هنا أن أسأل وزير التعليم الذي رتبت له على عجل زيارة سريعة إلى إحدى المدارس الحكومية
سؤالي هو ما هي الإنجازات التي قدمتها الوزارة
منذ تولي معاليكم حقيبة التعليم؟ ؟!! .. إنني فارقت التعليم منذ أكثر من اربعين سنة ولم يكن في ذلك الوقت عدد الطلاب يزيد عن ثلاثون طالبا ونحن اليوم نرى بأم أعيننا تدهور الوضع في المدارس الحكومية بسبب التكدس الذي يجعل العملية التعليمية والتربوية تتهاوى من ملل المعلمين والمعلمات