فيصل سروجي

وباء الجرب وماذا بعد؟

إن القادم من جدة إلى الحرم وقبل حي زهرة كدي، يشاهد العجب العجاب لمباني حي (النكاسة) فوق الجبال بلون الطوب الأحمر كل تلك المباني متلاصقة، وشوارعها بعرض متر ونصف ومرصوفة بسلالم متهالكة ومتسخة وأسلاك كهربائية منقولة من بيت لآخر، وكل السكان من الأخوة الجالية البرماوية، وجميع سيارتهم مرصوفة أسفل الجبال، وسوق هذا الحي يباع فيه الخضار واللحوم والمواد الغذائية الفاسدة والمنتهية والملابس، والخردوات القديمه والمستعملة. وكل أرصفة السوق ذات لون بنى من بقايا ريق الأفواه، ويبدأ البيع فى هذا السوق مساءً بعد ذهاب مراقب البلدية وماقيل عن حي الأخوة الجالية البرماوية يقال عن الأخوة الجالية الأفريقية فى بقايا حى الطنضباوي وشارع المنصور بعد التوسعة من حيث المباني القديمة والشوارع الضيقة والمتسخة، ومايباع فيها بعيدًا عن عيون مراقب البلدية.
ولقد كانت مدارسهم داخل تلك الأحياء، ولكن تم تحويلها من قبل التعليم إلى مبان مستأجرة، وضم البعض منها فى مدارس حكومية صباحًا أومساءً ناهيك عن ضيق الفصول وكثرة أعداد الطلاب والمعلم لايجد مكانا له فى الفصل إلا أمام السبورة فقط. ولهذه الأسباب أو تلك يتفشى أي وباء، وينتقل بين الطلاب فلقد كان بالأمس البعيد وباء النكاف واليوم وباء الجرب وماذا ننتظر بعد غد؟ ولقد قيل فى الأمثال (إذا عرف السبب بطل العجب) لذلك فإن الحلول بيد أمانة العاصمة المقدسة والشؤون الصحية وشؤون الطلاب والإرشاد الطلابي والصحة المدرسية بإدارة التعليم الكل مجتمعين لحل هذه وللوقاية من غيرها (فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين).
نسأل الله عز وجل أن يحفظنا ويحفظكم ويحفظ أخواننا من جميع الجاليات البرماوية والإفريقية.

فيصل سروجي

ماجستير علم نفس تربوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى