لم يبالِ مدير إدارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ محمد مهدي الحارثي بموضوع الأمن والسلامة المدرسية، حيث عرض عليه مدير الإدارة السابق العديد من الملاحظات التي تتعلق بالأمن والسلامة المدرسية وبدلاً من مكافأته ولو بكلمة شكر، تم إنهاء تكليفه وإبعاده عن الإدارة في ظروف غريبة لم يستطع أحد تفسيرها حتى الآن وربما اليوم يدفع تعليم مكة ثمنها غالياً.
فقد أطلق مدير إدارة الأمن والسلامة المدرسية الذي أُنهي تكليفه الإنذارات المبكرة و التحذيرات المتقدمة من مكامن المخاطر التي تحيط بالبيئة التعليمية و تنذر بوقوع أزمات أو كوارث لا سمح الله في الأنفس و الممتلكات، ومن ضمن تلك الإنذارات المبكرة تحذيره الشديد والمتكرر من الخطورة المحدقة جراء تكدس الطلاب والطالبات في الفصول الدراسية التي فاق فيها عدد الطلاب إلى أكثر من ضعفي الطاقة الإستيعابية، حيث حذر وبكل وضوح من تفشي الأمراض والأوبئة بين الطلاب نتيجة ذلك التكدس المروع، بل إنّ مدير الأمن والسلامة السابق قام بتوجيه من مدير التعليم الأستاذ محمد بن مهدي الحارثي بالوقوف على وضع إحدى المدارس الواقعة في بؤرة انتشار مرض الجرب حيث وقفت اللجنة المكونة من اثنين من مهندسي شؤون المباني وقائد المدرسة ومدير الأمن والسلامة المدرسية السابق على المدرسة التي رفع قائدها شكوى لمدير التعليم تتعلق بنواحي السلامة في المدرسة .. حيث رفعت اللجنة توصياتها لمدير التعليم بضرورة إخلاء المدرسة فورا لخطورة وضعها وافتقارها لأدنى مقومات السلامة، فكان الرد الصاعق من مدير التعليم الأستاذ محمد الحارثي بعدم إخلائها وقام بتحدٍ صارخ بإضافة مدرسة أخرى على هذا المبنى المستأجر والتي أوصت اللجنة الفنية بإخلائه فورا .. فعلى أي أساس استند مدير التعليم في قراره؟
إضافة إلى بعض المكامن الخطرة التي تلوح في الأفق وتهدد أمن وسلامة أبنائنا وبناتنا التي أطلق تحذيراتها مدير الأمن والسلامة السابق وما زالت تلك المخاطر في مكامنها تنتظر الإذن ببزوغها معلنة عن موجة ثانية من الأزمات المحرجة والتي لا يتوقع قطر دائرتها.
وليس شرطا أن تكون هذه المخاطر وبائية، فالمكامن تحتضن فواجع ساكنة، نسأل الله عز وجل السلامة لفلذات أكبادنا.
ختاماً
لماذا لم يهتم مدير إدارة التعليم بتحذيرات وإنذارات مدير إدارة الأمن والسلامة المدرسية السابق وهو المسؤول الأول عن الأمن والسلامة في تعليم مكة ولماذا أنهى الأستاذ محمد الحارثي تكليفه الذي لم يتعدَ ثلاثة أشهر .. فهل هذا الإعفاء جراء اهتمامه ومطالبه بتجنيب المخاطر وحرصه على أمن وسلامة أبنائنا وبناتنا في مدارسهم ؟ أم ماذا ؟