المقالات

العيش بواقعية

انقطع نفسه!!
بشهيق وزفير شديدين، ودقات قلب متسارعة، وقف وهو يلهث من شدة التعب !!
عجبًا !! ألهذه الدرجة بلغ بك الجهد ياهذا؟!
قال: لقد انقطع نفسي.

هذا حالنا (أو حال أغلبنا) حينما نمشي ونجري خلف الموضة ظنا منا أننا سنواكب كل جديد فيها.
إن التغيرات المادية في العالم لا يمكن مجاراتها، وبالتالي حتمًا سينقطع نفسك إذا حاولت الجري خلفها؛ لنعش كما نحن.
ليس بالضرورة أن أتقمص شخصية الغني لأبدو في صورة رائعة، وليس من المعقول أن ألبس ثياب ليست لي قد يكلفني الحصول عليها الكثير من الجهد والمال، ناهيك عما سيحصل لي بعد لبسها من التكبر والخيلاء.

صدقني سينقطع نفسك، فليس هناك أجمل من المشي رويدا رويدا، اسكن على قدر استطاعتك، والبس على قدر
استطاعتك، وإياك أن تكون كذاك الغراب الذي غار من جمال الطاووس وإعجاب الناس به فأخذ يقلده في مشيته ولكنه عجز عن تقليده، والعجب أنه عندما قرر أن يعود لمشيته الحقيقة تفاجأ أنه قد نسيها فعاش في تخبط (لا مشية غراب ولا طاووس).

لنعش بواقعية
ولنتذكر بأن الجمال ليس في تقمص شخصية معينة،
بل الجمال هو الرضا بما حبانا الله من نعم والاستمتاع بها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :(اتَّقِ المحارمَ تكن أعبدَ الناسِ، وارْضَ بما قسم اللهُ لك تكن أغنى الناسِ وأَحْسِنْ الى جارِك تكن مؤمنًا، وأَحِبَّ للناسِ ما تُحبُّ لنفسِك تكن مسلمًا، ولا تُكثِرِ الضحكَ، فإنَّ كثرةَ الضحكِ تُميتُ القلبَ، كن ورعًا تكن أعبدَ الناسِ، وكن قنعًا تكن أشكرَ الناسِ وأَحِبَّ للناسِ ما تُحبُّ لنفسِك تكن مؤمنًا، وأحْسِنْ مجاورةَ من جاورَك تكن مسلمًا).

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button