كلمة مكة
تعقد الجامعة العربية قمتها اليوم الأحد في موطن العروبة، ومهد الدعوة المحمدية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والأمة تعيش في حيرة، وتمزق نفسي، وروح منهزمة، لعالمنا العربي المأزوم، الرازخ تحت وطأة الفتن والحروب، من قبل الدول العظمى، والصراعات من تدخل الدول الإقليمية، الفارسية والتركية، والنزاعات الأهلية، المشحونة بالطائفية الكريهة، والانقسام المؤلم، والتعصب البغيض، وعمق العنف والكراهية، والجمود المنغلق، وتهجير وتسلط، وإخفاقات وهزائم، والانفصام في الوعي، والظلمة الفكرية، والعتمة التكفيرية، المنتجة للحروب والكروب، والتفجير والتدمير، والتنافر والتناحر، والتخلف والتطرف، والتأخر في شتى الجوانب الحضارية.
فعلى الزعماء العرب، أن يستردوا عز العرب، وهيبتهم، وسيادتهم، لأنهم شعاع النور الوحيد، في وسط الظلام الكلي، وهم البوصلة التي تحدد الاتجاه، والهدف، والمسير، وتصحح الانحراف، وتضيء الطريق المستقيم، من تحت قبة القمة، من شرق المملكة، يؤمن المجتمعون بأن لا مستقبل للعرب، بدون الوحدة، ورص الصفوف، ونبذ الصراعات، وردم الخلافات، ولا يستطيعون إحراز، التقدم والرقي الجوهري، في مختلف مجالات الحياة، إلا إذا توحدوا، واقتنعوا بتطبيق، قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا)، واضعين نصب أعينهم، قوله تعالى(ولتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، فكل قوة، لوحدها ضعيفة، إن لم تتحد، وقوت شوكتها، أمام الأمم الطامعة، في ثرواتهم، والمحتلة لأوطانهم الاستراتيجية، وأصروا أن لا يتركوا أي قطر عربي وحيدًا في معالجة أزماته المصيرية، وتعميق الانتماء، والولاء للعروبة، والتجاوب مع مقومات الأخوة، والنسب، والدم، واللغة، والجغرافيا والتاريخ.
نريد تنفيذ القرارات والتوصيات التي توصلنا إلى طريق للخروج من هذا النفق المظلم الطويل، بكل الوسائل الشرعية، والعقلية الممكنة، أنها تحديات صعبة، ولكنها ليست مستحيلة.
ومضة،،
المجتمعات التي لا يمكنها، أن ترعب أحدا، هي الأكثر، تعرضا للإهانة، والخطر .