المقالات

وداعا للساحر!!

بحرقة ألم الفقد لزميل عزيز أبكته القلوب قبل العيون.. شيع الإعلام السعودي ساحر الإثارة الصحفية بعناوينها الرنانة، ومهندس الكلمة الناعمة مصطفي إدريس، وقبل أن يغيبه الموت سحب المرض اللعين البساط من تحت قامته الصحفية المرموقة ليحول دون استمراره في مسيرة مشروعه الإبداعي الذي ومن خلال (عكاظ) شهدته صحافتنا السعودية في فترة اندلاع تألقه على صفحات العدد الأسبوعي، واكتشاف نجوميته كأستاذ في صناعة صحافة متجددة تحررت من طابع الجمود والرتابة التقليدية السائدة آنذاك، وأسهمت في فتح شهية المتلقي علي دنيا القراءة من بابه الواسع.
وإذ ننعي اليوم فقده ببكائية حزينة ومؤلمة استدعت حضوره كزميل مارس مهنته بخيال المبتكر، وعقل المثقف المنفتح على بوابة ثقافات العالم كقارئ نهم تشده عناوين الكتب التي تتصدر واجهات مكتبات الأسواق في الداخل والخارج، فإن الوجه الآخر يدهشك رزانة وهدوء مصطفى إدريس وسلامه الاجتماعي بتصالح مثير للغرب والإعجاب معا فإذا تحدث فلانبرة لصوته إلابالخفض؛ بحيث لا تكاد تسمع هسيسه ولا يكاد يدرك إلابطلب الإعادة، لكنه يحمل قلبا ناعما وحنونا وعشقا مفتونا بأمه يغبط عليه، كما عاش حياته كريما معطاء لا يوفر في جيب اليوم ماينفقه غدا.. أما عقله فإنه وجار من الجمر يشتعل الهاما وفكرا وحصافة في كل مراحله الإبداعية .. رحمك الله أبا عبد العزيز، فقد كنت نجما ساطعا لم تقدره ظروف المرحلة لأخذ موقعه اللائق بمزلته كمهني مبدع، ولم تكافئ نجومية إنجازاته بما يستحق من مكانة واعتبار.

Related Articles

3 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button