يأتي انعقاد مؤتمر فكر (16) في دبي هذا العام وسط ظروف صعبة وقاسية تَهب رياحها على العالم العربي بصفة خاصة، والعالم أجمع بصفة عامة، فالأوضاع الراهنة تزرع الخوف، وتهدد الطمأنينة، وهذا ما يبدو لأي إنسان مطلع على الأوضاع في العالم. فهناك تدهور سياسي واقتصادي واجتماعي، زرعت في الإنسان العربي التَوجس والخوف من الحاضر الهزيل والمستقبل المظلم غير الواضح المعالم. فتشتت الأفكار وتاهت العقول في غياهب الظلام وسادت الفوضى واندثرت الثقافات، وأصبح كل مُفكر ومُبدع ومُبتكر ينأى بنفسه وبفكره وعلمه وعمله بعيدًا حتى لا يخوض غمار الفوضى العارمة التي نعيشها؛ وبالتالي أصبح الإنسان البسيط في عالمنا يتخبط بين سنديان الفوضى وصعوبة الوصول إلى النور. ومن هنا بزغ فجر مؤسسة الفكر العربي لهذا العام (تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار)؛ لتبعث في النفوس المتعطشة الأمل والطموح، وتُعيد جمع شتات العقول والأفكار والابتكار إلى عالمنا العربي. لم يكن مؤتمر الفكر العربي لهذا العام مؤتمرًا عاديًا، بل جاء في وقت عصيب يحتاجه كل الشارع العربي، جاء ليشبع نهم كل إنسان فقد أو كاد يفقد الأمل في اندثار فكرنا وثقافتنا وحضارتنا الإسلامية والعربية، فكان الاجتماع الأروع والأمثل والأكمل في تاريخ أمتنا العربية؛ حيث تلاقحت الأفكار، وامتزجت الثقافات، وفاضت العقول؛ أملاً وابتكارًا وإبداعًا، كان عُرسًا ثقافيًا فريدًا، ليس له مثيل على الإطلاق، هذه المؤسسة الفتية الشجاعة استطاعت أن تجمع وتوحد وتُخرج للعالم أمة متماسكة في فكرها وثقافتها، في الوقت الذي لم تستطع كل المؤسسات والمنظمات والهيئات أن تجمع أو تُوحد بين شعوبنا العربية.
فشكرًا لهذه المؤسسة الرائدة، ولرئيسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ولكل العاملين فيها، هذه المؤسسة هي الأنموذج الفريد الذي يجب أن يحتذى به في عالم ضاعت فيه دروب الوحدة المنشودة.
بقلم/ جميل محمد سلامة الله
1
هذه المؤسسة الفتية الشجاعة استطاعت أن تجمع وتوحد وتُخرج للعالم أمة متماسكة في فكرها وثقافتها، في الوقت الذي لم تستطع كل المؤسسات والمنظمات والهيئات أن تجمع أو تُوحد بين شعوبنا العربية.
حقيقة كما ذكرت استاذنا شكرا لك على التميز