د. جرمان الشهري

قمة القدس 29

قبل انعقاد القمة العربية في دورتها العادية التاسعة والعشرين بمدينة الظهران السعودية، لمحت بل وصرحت بعض وسائل الإعلام العربية المتصهينة، بأن قمة الظهران ستكون إعلانًا صريحًا للتخلي عن فلسطين والقضية الفلسطينية والارتماء في الأحضان الإسرائيلية، وقد استند ذلك الإعلام المتصهين في نظرته الخبيثة ورؤيته الخائبة إلى ما قامت به إيران من تصدير إرهابها وتدخلاتها السافرة في شؤون المنطقة العربية، زاعمًا وواهمًا بأن ذلك الإرهاب الإيراني الذي طال المملكة العربية السعودية بإطلاق الصواريخ الحوثية الإيرانية على مكة والرياض والمدن السعودية كافيًا لتغيير الموقف السعودي والتخلي عن القدس وفلسطين !! وفي اليوم الأول من انعقاد قمة الظهران تبخرت أحلام الإعلام المتصهين وخابت توقعاته وفشلت مراميه وأهدافه، عندما أطلق الملك سلمان – حفظه الله – على قمة الظهران (قمة القدس) وقال في كلمته: (ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين جميعًا، إن قضية فلسطين هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية) وأتبع – حفظه الله – ذلك بالتبرع للفلسطينيين وقضية فلسطين بمبلغ مائتين مليون دولار ..

وقد تميزت قمة القدس بالإجماع العربي. والاتفاق غير المسبوق من الجميع على كل ماورد فيها من الأطروحات والأجندات التي وحدت كلمة العرب لتحقيق الأمن القومي العربي في منظومة متكاملة لمواجهة كافة التحديات، وقد أخذت هذه القمة عدة دلالات مهمة في مضمونها وعقد مكانها ومسماها الحقيقي الذي فاجأ الإعلام والرأي العام ..وكان هذا المسمى في حد ذاته بمثابة حجر ألقمه الملك سلمان لكل المشككين في موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، تلك القضية الأم التي تشكل المحور الأساسي والقضية الأولى للأمتين العربية والإسلامية، جاء هذا المسمى (قمة القدس) ليؤكد من جديد بأن لا مساومة على حق الفلسطينيين المشروع على أرضهم ودولتهم المستقلة.

وبحجم اهتمام قمة القدس بفلسطين، أدانت القمة بشدة، الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، وبالخصوص ما أطلقه الحوثيون من صواريخ بأمر إيران تجاه المملكة العربية السعودية، حيث أدين هذا العمل الجبان بالإجماع من قبل المجتمعين ومن قبل الممثلين الدوليين والمجتمع الدولي.
إضافة إلى تأكيد القمة على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه، مع تحميل مليشيات الحوثي الإرهابية الإيرانية ما حدث ويحدث في اليمن من قتل الشعب اليمني وتدمير لمقدراته ومكتسباته .. قمة ناجحة بكل المقاييس، بفضل الله -سبحانه وتعالى- ثم بفضل القيادة الراشدة والراعية لمصالح جميع العرب والمسلمين المملكة العربية السعودية.

Related Articles

One Comment

  1. نعم اخي سعادة اللواء جرمان قضية فلسطين قضية العرب الاولى ولا تزال ولا حل الا بكونها عربية بإذن الله تعالى حتى لو بالدم فليعلم الخونه بذلك وليعوا ان توحيد كلمة العرب هو تحرير فلسطين طال الزمن او قصر ودمتم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button