الإدارةُ الوحدَاوية .. والثِقة المُتناهية

يبدو أن أمجاد نادي الوحدة القديمة ستعود بمشيئة الله بعد سنوات مجدبة تجاوزت النصف قرن من اليأس والتعاسة عقب دعم غير محدود من معالي رئيس الهيئة تركي آل الشيخ ، وبعد عبارات متكررة من أغلب محبيها المؤثرين يدعون حبها في النهار ويحيكون الخطط ضدها في الليل عهد عقب عهد.. ! وبعد هبوط مبكي مرير وصعود مفرح جميل، وبعد قرارات لجان رسمية ظالمة مبنية على خبرة وعلى سوء ظن، وبعد إسقاط إدارات طموحة بمؤمرات حاقدة لاتمثل أي لون من ألوان الانتماء الصادق ، سوى التغني على جنبات وسائل الإعلام المختلفة وكأن الفهم والمعرفة بالشؤون الرياضية مختص بفئة وحداوية دون أخرى، والأدهى حين يعتبر البعض الكيان المكي العريق جزء من الأملاك الخاصة . وهناك صفحات من المآسي للعاشقين علها تذهب في الموسم الجديد بلا رجعة.

نعم هي الحقيقة لذاتها، وعموماً وكما قيل الكلام في الماضي نقصان عقل. ولن يغير في الأحداث المؤلمة شيئا،ولكن استحضار التأريخ الوحداوي مهم جدا قبل البدء في الموسم الرياضي الجديد؛ للاستفادة من كل المعطيات السابقة وتحديدا حصر الإيجابيات والعمل على تعميقها وتعزيزها، وحصر السلبيات والعمل على تجاوزها واقعا ملاحظا لا مجرد كلمات فاخرة عبر الوسائل المتاحة. مع الاستفادة من أدوات التخطيط الإداري الحالي في رسم صورة واضحة للمستقبل الوحداوي المبني على العمل المؤسساتي المنظم البعيد المدى ، وليس لأجل مرحلة مؤقتة. بل يجب أن يكون هو الأساس للإدارات الوحداوية المتعاقبة بعد نزع فكرة الإدارة الوحيدة والواحدة فقط. فالتخطيط كما هو معروف أداة فاعلة لاتعتمد على العواطف ولا استجداء التوقعات والأماني.

إن على الإدارة الوحداوية الجديدة أن تدرك تماما أن التكليف الرسمي من قبل معالي رئيس الهيئة تركي آل الشيخ هو بمثابة ثقة غالية جدا، بل إن جاز التعبير هو بمثابةاختبار تحقيق طموحات توفرت له بأكثر مما هو متوقع ،وستتوفر له كل مقومات النجاح ، فلم يعد هناك عذر مقبول للإدارة الحالية ولن يكون بالتأكيد في حال – لاسمح الله – عدم تحقيق آمال الجماهير الوحداوية الفريق الوحداوي الأول لكرة القدم وقدارتقى لأعلى منصات التتويج والذهب مع هذه الإدارة الحالية .. بعد تحقيق الأهداف المرسومة باقتدار وعناية منذ أول انطلاقة للدوري ونسمع معا أنشودة الانتصار” منصورة ياوحدة منصورة باذن الله … ” كما سمعناها في الأمس .