أحمد حلبي

مرور مكة في رمضان

قبل أن يهل شهر رمضان المبارك تلجأ العديد من القطاعات الحكومية والأهلية الخدمية بمكة المكرمة إلى وضع خطط عمل خاصة بهذا الشهر الكريم، تعتمد على دراسة خطط وبرامج الأعوام الماضية وما حملته من نجاحات وما سجلته من سلبيات، وقد تنفذ بعض تلك الخطط بإيجابياتها وسلبياتها دون النظر لارتفاع أعداد السكان والمعتمرين، وتتكرر نفس الأخطاء السابقة، في حين تلجأ قطاعات أخرى إلى إعادة تقييم خططها المنفذة خلال السنوات الماضية، والاستفادة من الإمكانيات الجديدة المتاحة وتوظيفها بشكل جيد.
والقطاع الناجح هو الذي يلجأ لدراسة الإيجابيات لمعرفة الطرق والإجراءات التي أوجدتها ومن ثم العمل على دراسة السلبيات، وبحث سبل معالجتها.

وقد اعتدنا في مكة المكرمة أن نعيش خلال شهر رمضان المبارك من كل عام خطة سير مرورية خاصة بهذا الشهر الكريم تكاد تكون مختلفة عن تلك التي عشناها طوال العام، مثلها في ذلك مثل خطط أمانة العاصمة المقدسة وشركة المياه الوطنية وشركة النقل الجماعي وغيرها، ولذلك مبررات لعل أبرزها ارتفاع عدد المعتمرين القادمين من خارج المملكة وداخلها، إضافة إلى اعتماد نسبة كبيرة من أهالي مكة المكرمة على أداء العمرة والإفطار، وأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد الحرام.
ولا نريد أن نضع اللوم مبكرا، وقبل أن يهل الشهر الكريم على إدارة مرور العاصمة المقدسة، ونتهمها بعدم الاهتمام بسكان وأصحاب المحلات التجارية والفنادق داخل المنطقة المركزية، ومعاناتهم في عملية دخول وخروج المركبات، لكنا نطالب الإدارة بالعمل على إيجاد حلول بديلة لعملية الإغلاق قبل وبعد الصلاة، فعمليات المنع وحتى إن ارتبطت بمواعيد قبل وبعد الصلاة لها أضرارها وتأثيراتها السلبية، خاصة حينما تصل حافلة مقلة لمعتمرين في وقت المنع أو لنقل الحظر، فتمنع من الوصول للفندق، فلن يكون حينئذ أمام السائق سوى الدوران صوب الطريق الدائري والتجول ذهابا وعودة نحو نصف ساعة أو يزيد حتى يعاد فتح الطريق، مما يؤدي لإرهاق المعتمرين خاصة إن كانوا قادمين نهارا من المدينة المنورة.

وبعيدا عن المنطقة المركزية ومعاناة سكانها، فإن لجوء بعض وأقول بعض أفراد المرور لاستخدام مكبرات الصوت لمنع الوقوف أمام الأسواق التجارية له أضراره المتعددة، لعل أبرزها نقل صور سلبية لدى المعتمرين عن كيفية تعامل رجل المرور مع المواطنين إضافة إلى إزعاج سكان المنازل المجاورة والذين قد يكون بينهم مريض أو طفل.
وقبل أن يهل الشهر الكريم، فإن الاستفادة من التوقيت لإطلاق البرنامج الأول لخطة شهر رمضان المبارك، من خلال تنظيم دورات تتناول طرق وأساليب التعامل مع الجمهور في الأوقات الصعبة، ليس بالأمر الصعب، فيمكن فتح قناة اتصال وتواصل مع مشروع تعظيم البلد الحرام والاستفادة من برامجه التدريبة وإشراك الأفراد الميدانيين بها، خاصة وأن المشروع أثبت نجاحه في المجال التدريبي وقدم عدة دورات لمدنيين وعسكريين، كان أبرزها ما قدمه لطلاب مدينة تدريب الأمن العام بعنوان “ثقافة التعظيم”.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button