المقالات

التدرج في أجيال الحروب

كنت قد نوّهت لكم بأنني سوف أشرح لكم أجيال الحروب بمنتهى السلاسة، ودون مصطلحات معقدة لكى يفهمها الكثير من القرّاء.
بعدما أسكن الله الإنسان الأرض وبدأ يتعلم كيفية الصيد وصنع بعض الأدوات التي يستخدمها في الصيد والقنص للحيوانات لكى يأكلها، بدأ الصراع بين بني البشر على مناطق الصيد والنفوذ، وظهر ما يعرف بالصراعات الشخصية فحولوا وطوروا هذه الأدوات التي كانوا يستخدمونها في الصيد إلى أسلحة تستعمل للقتال بين بعضهم البعض وبدأ الإنسان في تطويرها، حتى برزت السيوف والدروع والرماح والسهام والخناجر، وغيرها من الأسلحة التي عُرفت لاحقًا بالأسلحة البيضاء.
وتم ترويض بعض الحيوانات لتكون وسائل نقل للأسلحة والأفراد، فاستخدم الحصان وغيره في بدايات الحروب الأولى، كما استخدم الفيل أيضًا.

وتطور الإنسان مع وسائل التطور في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وأصر على تطوير وسائل القتل والدمار، فاكتشف الديناميت والبارود وبدأت عملية صناعة وتطوير المتفجرات والبنادق والطلقات الرصاصية وصناعة القنابل والرصاص، واخترعت الدبابات وسيارات نقل الجنود، وغزت الطائرات المقاتلة أجواء السماء، كما غزت السفن الحربية والغواصات البحار والمحيطات.
ودخلت الحروب المجال التعليمي فظهر معاهد وكليات العلوم العسكرية للجيوش النظامية، وتحولت الحروب إلى علم يُدرس وأساتذة يبدعون فيها، لينتج لنا العالم وسيلة دمار جديدة عرفت بالأسلحة الذرية والمواد الكيميائية المحملة على رؤوس الصواريخ، وأصبحنا نعرف الصواريخ النووية.

وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية ظهرت قوتان عظمتان هما أمريكا والاتحاد السوفيتي وأصبح في العالم قطبان متصارعان على الحكم والسيطرة على العالم، ولكونهما قوتان نوويتان فلا يمكن أن يتواجهان لأن في مواجتهما الدمار والفناء للبشرية، غير أنهما بدا في حروب غير معلنة في الخمسينيات فقد حاول كل طرف استنزاف الطرف الآخر اقتصاديًا وعلميًا في برامج علمية غير تقليدية وبرامج الفضاء التي لم نسمع عنها الآن شيئًا وبرامج حرب النجوم، وأصبحت الحروب الباردة هي الجيل الثالث للحروب، وانتصرت فيها أمريكا على الاتحاد السوفيتي وتم تقسيمه، وأصبحت روسيا وأعلنت أمريكا بأنها القطب الأوحد والقوى العظمى الأولى في العالم.

ونظرًا لأن الحروب التقليدية للجيوش مكلفة في الأموال والبشر وحتى المنتصر فيها يخرج مثقلًا بالديون ويعيش باقتصاد منهار والتكلفة في مثل هذه الحروب عالية جدًا والحروب الباردة تؤتى ثمارها بعد فترة طويلة جدًا وبتكلفة، فتم استحداث ما يعرف بحروب اللاعنف والتصفية الذاتية للشعوب من خلال العمل على زعزعة الاستقرار وصناعة الأزمات، وفرض حالة الفوضى المنظمة بواسطة الشعب ذاته، ويتم التأثير عليه من خلال منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، وغيرها من الكيانات الممولة التي تعبث بعقول الشباب؛ حتى تجعلهم كارهين لأوطانهم، ويكون إسقاط الدولة على يد أبنائها، والدور الرئيسي للإعلام العميل الممول الذى يؤسس إلى كل ما سبق لكى نصل إلى الدولة الفاشلة، كما حدث في ثورات الربيع العربي التي أعلن عنها الغرب، وكما حدث في ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ وأصبح هذا هو الجيل الرابع للحروب.
ولكن قولًا واحدًا فقد أفشل الشعب المصري ومعه جيشه هذا الجيل الرابع للحروب، وانتصر عليها مما جعلهم يستحدثون الحروب بالوكالة، وهى بأن يخلقون جماعات إرهابية باسم الدين، ويسيطرون على أفكارهم ويزرعون في فكرهم كفر الدولة لكى يحاربوا باسم الإسلام وهذا ما رأيناهم ينفذونه بالإرهابيين والمتأسلمين ضد الدول العربية لإسقاطها فنجدهم نجحوا في بعض الدول العربية وفشلوا في مصــــــــــر حتى الآن و مصــــــــــر في طريقها للانتصار عليهم أيضًا بفضل الله سبحانه وتعالى، وقوة وعزيمة أبناء جيشها القوى وشعبها العظيم وهذا هو الجيل الخامس للحروب الحروب بالوكالة ونحن بصدده الآن، ومصـر قادرة على الانتصار عليه وهزيمته.

وبدأت الآن مرحلة جديدة من الحروب تعرف بالجيل السادس للحروب وهو لم تتضح معالمه بعد ولكن أساس هذا الجيل من الحروب هي المعلومات فمن يمتلك المعلومات الصحيحة ويستطيع توظيفها واستخدامها لصالحه، ستكون له الغلبة وللإعلام طبعًا دورًا رئيسيًا في هذه الحروب حيث يؤثرون على نفسية الشعوب بما يعرف بالحروب النفسية للتأثير على الأفكار والمشاعر والسلوك حتى يتم تحطيم معنويات هذا الشعب؛ وذلك من خلال الدعاية والشائعات وللإعلام الدور الرئيسي في هذه الحروب؛ حيث سوف تحول الحق إلى باطل والباطل إلى حق سوف يستخدمون فيها عناصرهم الإرهابية من الجيل الخامس، ونراهم يحافظون عليهم في سوريا ويخرجونهم خروجًا آمنًا من المناطق المحررة في سوريا، وأيضًا سوف نرى فيها استخدام الحروب التقليدية للجيوش النظامية من حروب الجيل الثاني يعنى بمنتهى البساطة هي عبارة عن توليفة من كل الأجيال السابقة من الجيل الثاني والثالث والرابع والخامس في محاولة لدمج كل أنواع الحروب، وهذا ما بدأنا نشاهده الآن على الساحة من خلال استخدام كل أنواع أجيال الحروب.
ولكن أؤكد لكم بأن مصــــــــــر تعي وتتابع وترصد، وتنقض في الوقت المناسب على العدو لتهزمه فلكم أن تطمئنوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى