المقالات

البرامج الرياضية وغياب منهجية النقد وأدبيات الحوار

تزخر القنوات الفضائية بعددٍ من البرامج الحوارية عن الرياضة السعودية، وهي برامج تختص بمناقشة الأخبار والمنافسات الرياضية، يستضيف من خلالها مقدم البرنامج عددًا من الإعلاميين المهتمين بالشأن الرياضي.
ورغم أن تلك البرامج تطلق على أولئك الإعلاميين مسمى: “ناقد رياضي”، وهو ما يشير ضمنًا أن لديهم الإلمام والمعرفة بضوابط النقد في المجال الرياضي. غير أن الملاحظ أن بعضًا من أولئك الإعلاميين يفتقر إلى أدوات ومنهج النقد الرياضي، فضلًا على أدبيات الحوار.
من المؤسف أن يكون مفهوم النقد لدى أولئك البعض مقتصرًا على جانب المنافحة عن أخطاء النادي المفضل، أو الإسقاط على الأندية المنافسة. وليت الأمر يقتصر على ذينك الجانبين، بل يزداد الأمر سوءًا حين يفقد أدبيات الحوار، بممارسة التطاول والإسقاط على من يخالفه الرأي من ضيوف البرنامج.
عندما نُطلق مسمى: “ناقد رياضي” فلابد أن تتوفر في الناقد منهجية وأدوات النقد في الطرح، من خلال تقويم العمل كوحدة متكاملة، تبين الإيجابيات ومكامن القوة، والسلبيات ومكامن الضعف، وليس البحث عن سلبية في جزء محدد، ومن ثم تضخيم تلك الجزئية، وتجاهل ما سواها من المواضع الإيجابية.
يُعد الموسم الرياضي القادم 2019م، موسمًا استثنائيًا بكل المقاييس، يطمح من خلاله المسؤولون في الهيئة العامة للرياضة، إلى الارتقاء بالدوري السعودي والوصول به إلى مصاف الدوريات العالمية، ويتضح ذلك جليًا من الجهد الذي يبذله معالي المستشار رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ، في تصحيح المسار الرياضي، بإنهاء أي معوقات تحد من انطلاق الرياضة السعودية إلى آفاق أرحب، فضلًا على مقدار الدعم المالي الذي يقدمه إلى جميع الأندية على حد سواء للتغلب على ضائقة الموارد المادية.
ليس مستبعدًا أن يحقق الدوري السعودي المركز الأول آسيويًا، فجميع عناصر النجاح متوفرة، بدءًا من زيادة عدد الأندية، مرورًا بزيادة عدد المحترفين غير السعوديين، وانتهاءً بعدد الحضور الجماهيري للمباريات، فضلًا عن الكم الهائل من الدعم المالي والإداري الذي تقدمه الهيئة العامة للرياضة، فكل تلك العوامل مجتمعة تُسهم – بلا شك – في الارتقاء بالمستوى الفني للدوري السعودي.
ختامًا؛ لابد أن يدرك القائمون على البرامج الرياضية الحوارية، هذا التطور النوعي في الرياضة السعودية للوصول إلى مركز عالمي متقدم، من خلال مواكبة الحدث بالتخطيط جيدًا للموسم القادم، وذلك بتطوير نمط البرامج الحوارية، وانتقاء نوعية الضيوف التي تثري المواضيع المطروحة، لتكون تلك البرامج رافدًا مهمًا من روافد النجاح للرياضة السعودية للوصول إلى العالمية.
محمد الحربي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button