الصحافة الإلكترونية بدأت من وقت مبكر وبحكم التسارع التقني بوسائطه المتعددة، هي الآن تتموضع في صدارة ركب الإعلام الجديد، فمن خلال الأجهزة اللوحية والكفية تصل إلى المتلقي أينما كان وبسرعة فائقة ودقة متناهية؛ وذلك لنقل الخبر بكل أبعاده وحيثياته، بل إنها قد تتعدى إلى أبعد من ذلك، فقد يكون لدى الصحيفة منصات رقمية تنقل الخبر بصورة مباشرة، وفي لحظة متسارعة بوسائط متعددة كالصوت والصورة من رواق الأحداث مع مؤثرات مختلفة ومتنوعة حسب الحدث وتداعياته، إما أن يكون سارا مبهجا أو حزينا كاسفا، كل ذلك من خلال مؤثرات وإنتاج رقمي عززته التقنية الحديثة والكاميرات الذكية بفلاتر مختلفة ومتعددة مدرجة ضمن الكاميرا لصناعة الصورة الاحترافية، حتى غدت بمسميات مختلفة فقد تضفي على المشهد حالة ضبابية كئيبة في المشاهد المأساوية، أو حنين في المشاهد العاطفية والإنسانية أو حتى مشهد الشروق في لحظات هي مدعاة للأمل والتوثب للحياة، وصورة أخرى عريضة باتجاه أفقي واسع عرفت بصورة بانورامية، كل ذلك أسهمت فيه الصحف الإلكترونية وخصوصا تلك التي تعي دورها الوطني وتتفانى في إيصال رسالة واعية تحمل هموم الوطن وإنسانه، وفي المجمل تشكل هذه الوسائط بكل أبعادها مصدر قوة وتأثير مباشر في نقل الخبر والمادة الصُحفية، وهنا يكمن مصدر إحساسنا بالسعادة حينًا وبشيء من الضيق حينًا آخر، تبعا لحالة المشهد المنقول الينا ما يعني أن الصحافة الإلكترونية غيبت تماما الصحف الورقية وتربعت عرش صاحبة الجلالة واستحقت ذلك بجدارة، من هنا على كل صحافتنا الإلكترونية أن تتجلى فيها الروح الوطنية؛ لتمارس دورها الوطني بكل همة واقتدار مع تفاعل مستمر نحو كل القضايا الوطنية أيًا كانت سياسية اجتماعية اقتصادية أمنية وغيرها، ومع كل المكونات والشرائح الاجتماعية على ثراء هذا الوطن الطاهر مع انتماء وثيق ومباشر لأن الوطن ليس حالة طارئة، وإنما هو وجود وهوية يتمثل في كل القيم والمبادئ والمثل العليا لنصل بذلك جميعا إلى المبتغى والهدف وفقًا لتطلعات القيادة ولأهداف الرؤية الوطنية، وفي حقيقة الأمر هذا الحديث هو ما دار بيني وبين رئيس تحرير هذه الصحيفة الأستاذ عبدالله أحمد الزهراني في اجتماع افتراضي من خلال الوسائط الرقمية حيث ناقشنا فيه بعض الجوانب المتعلقة بالنشر ودقة ومصداقية الخبر مع تحفيز كتاب الرأي نحو مضمون هادف، إلى جانب تتبع الأحداث وخصوصا منها ما هو مغرض للمملكة حتى وإن كان من خلال برامج التواصل الاجتماعي كما هو قائم الآن في الظرف الآني المأزوم مع الأحداث السياسية والمتغيرات في المنطقة، ففي حديث مطول أشركني فيه تفضلاً كان مقرونا بالهم كون رئيس التحرير ملقى على عاتقه العبء الكبير، ويتطلب العمل مدار الساعة بل ويكون حاضرا للذهن، فطنا ويساهم بفاعلية جادة في إثراء المضمون الوطني، ونقله بعموم وشمولية وتفعيل الرسالة الحضارية لأن المضمون سيكون في متناول هذا العالم كله من خلال الشبكة العنكبوتية في قريتنا الكونية، فما مدى الإمكانيات للصحف الأخرى لهذا الاستعداد لإيصال الرسالة الحقيقة والمشرقة عن المملكة بعد أن مُنحنا الكثير من المنصات الإلكترونية المفتوحة وقدرتنا الكبيرة والضخمة في إيصال أي رسالة لهذا العالم.
وما اتنماه ان تتابع وزارة الاعلام تلك الصحف وتدعم من تقوم بدورها الوطني حتى لا تشعر بحالة من الاحباط والخذلان وبالتالي تقصر عن دورها الوطني. والى لقاء.