بقدر ما فرح أبناء الشعب اليمني بمقتل صالح الصماد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي في غارة لطيران التحالف، بقدر ما فرح أيضًا قواعد حزب المؤتمر جناح صالح أو أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتله الحوثيون قبل أشهر داخل منزله، فكان مقتل الصماد فرحة كبيرة وارتياحًا واسعًا كونه خفف قليلًا من القهر والألم الذي يعانونه جراء ما فعله الحوثي بحليفه السابق صالح.
أنصار صالح يعتبرون مقتل الصماد إنجازًا كبيرًا يشكرون فيه دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والدولة الشرعية التي يقودها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.
الشكر للتحالف فلولا طيرانه وتدخله في اليمن لما حورب الحوثي وأزيح وقتل وتقهقر واندحر.
الشكر للرئيس الشرعي هادي، فلولا وقوفه ضد الحوثي وإيران وتوجهه نحو الأشقاء العرب، لما تحرر اليمن من هذه العصابة الانقلابية، ولما استطاع الأشقاء دول التحالف أن يتدخلوا في اليمن وينقذوها ويحاربوا المشروع الفارسي.
في نفس الوقت الذي يشكر فيه أنصار صالح دول التحالف العربي وفخامة الرئيس هادي في القضاء على الصماد ، فقد استاءوا من بعض القيادات المؤتمرية من أنصار صالح الذين حضروا ليصلوا صلاة الجنازة على جثمان الصريع الصماد، كيحيى الراعي وعبدالعزيز بن حبتور ومن معهما.
صالح قتله الصماد وجماعته ويحتجزون جثته في الثلاجة منذ خمسة أشهر، وبعض رفاق صالح كالراعي وابن حبتور ومن معهما، يحضرون ليصلوا الجنازة على الصماد !!!
وقاحة ما بعدها وقاحة !!
قلة حياء وغياب مبادئ.
كان بإمكان الراعي وابن حبتور أن يضغطوا على جماعة الحوثي ويجعلوهم يسلموا جثة صالح ويقيموا له تشييعًا كبيرًا ويدفنوه.
الراعي رئيس مجلس النواب ومن معه من النواب الذين كانوا يوالون صالح، وابن حبتور ومن معه من الوزراء المحسوبين على صالح، هؤلاء كان بإمكانهم أن يوحدوا موقفهم ويطالبوا من الحوثي تسليم جثة صالح وتشييعه كأقل شيء ما لم يسيتغيبوا عن مجلس النواب ويعلنوا انسحابهم من الشراكة، ولا يهمهم ما يفعله الحوثي بهم إن سجنهم أو اعتقلهم أما الموت فهو بيد الله وليس بيد الحوثي، وسيضطر الحوثي للاستجابة لمطلبهم وتسليمهم جثة صالح والسماح بتشييعه، كون الحوثي لن يجرأ على خسارة الراعي ومن معه من النواب وابن حبتور ومن معه من الوزراء، فهو بحاجة ماسة لمجلس النواب كورقة تشريعية وللوزراء المحسوبين على صالح كورقة تدل على الشراكة حتى وإن كانت كاذبة وإنما أمام الرأي العام.
ولكن بسبب جبن وخوف الراعي وابن حبتور ومن معهم، احتجز الحوثي جثة صالح واستمر في التنكيل والإقصاء لأنصاره وقواعده، في ظل صمت وتأييد وموافقة كبار رفاق صالح الذين يركعون عند أقدام الحوثي دون أن تحركهم غيرة ولا ضمائر ولا نخوة ولا شجاعة.
قمة الإهانة والإذلال والسخرية والاستهزاء في أنصار صالح، أن يقوم الحوثي باحتجاز جثة صالح في الثلاجة منذ خمسة أشهر، ويشيع جثة الصماد تشييعًا رسميًا بعد عشرة أيام من مقتله.
الحوثي يعلم أن احتجازه لجثة صالح لن يفيده شيئًا، ولكنه يفعل ذلك باستكبار واحتقار لكل أنصار صالح.
قد أكون لا أحب صالح، ولكن لست مع أن يحتجز الحوثي جثته لأن كرامة الميت دفنه، كما أنه ليس من المقبول أو المنطقي أن تحتجز جماعة الحوثي جثة صالح الذي حكم اليمن 33 سنة ولا تسمح بدفنه، وتقيم للصماد الذي لم يعترف أحد بأنه رئيس بتشييع رسمي وتدفنه خلال عشرة أيام من مقتله.
الآن لسان حال أنصار صالح بعد مقتل الصماد.
شكرًا هادي والتحالف العربي.
تبًا للراعي وابن حبتور وكل الحثالات.
وأعتقد أن صالح لو استطاع أن ينطق وهو في داخل الثلاجة معبرًا عن مقتل الصماد لقال: شكرًا فخامة الرئيس هادي وشكرًا لأشقائي في التحالف، وسامحوني لقد وقفت مع عدوي وعدوكم وعدو الجميع الحوثي وتحالفت معه ضدكم، ولولاكم لما تم الثأر والاقتصاص للجميع وتحرير اليمن وتخليصها من عدو الجميع.
شكرًا هادي
شكرًا التحالف وأرجوكم استمروا في القضاء على بقية قيادات جماعة الحوثي كعبدالملك ومن حوله … فأنا في انتظارهم.