أصعب مرحلة في المجتمع هو أن الفرد يسلّم عقله لإنسان آخر يؤمن بما يؤمن به يفكر بعقله ويؤسس بفكره ويتأثر به، لوحظ ذلك في جُل الجماعات التي تتدعي الاستقامة في استقطابهم للأفراد، جماعة الفكر والعقل الواحد، وأيضًا لوحظ في اتباع أشخاص آخرين نصبّوا أنفسهم حُراسًا للفضيلة، والخطير في الأمر أنه مع مرور الوقت يبدأ الفرد من هذه الجماعات وتحت تأثير هؤلاء الأشخاص، لا يؤمن بما يفكر عقله إنما يُسلم لقول وفكر القائد وتوجه ذاك المدعي بأنه الموجه المرشد، فقولهم فوق كل اعتبار ومنطق عقلي حتى لو جانب رأيُهم الصواب.
وهذا هوا أكثر ما يؤثر على المجتمع ألا وهي تبّعية وتسليم الأدمغة دون علم كافٍ وثقافة تفند الفكر الصحيح والفكر المنحرف، وأن أكثر فئة مستهدفة من هؤلاء هم فئة الشباب لما يحملون من حماسة وأيضًا اندفاع للآراء التي قد يرونها صحيحة لا تقبل حتى النقاش، وقد يستغلونها هؤلاء في دس السم في العسل، في إظهار أن آراءهم وفكرهم متناسق مع الشريعة بل قد يكونوا أبعد من ذلك بأن من يتبع فكرهم فهو في الجنة ومن يعارضهم فهو في النار، فلذا لابد أن يُحافظ على أهم فئة بالمجتمع وعمودها الفقري ألا وهم الشباب بأن يميز لهم الفكر الصحيح والفكر المنحرف.
(إذا أردنا أن نتقدم علينا الاهتمام بهذه الفئة فإذا انحرف الكثير منهم نحو هؤلاء، فقد انحرفت أهم وسيلة للتنمية)
فإن هذه الفئة (فئة الشباب) سريعة التأثر والتقيد، أي أن من هنا يبدأ طريق هؤلاء في إقناعهم بأنهم هم الحق وغيرهم على باطل، يصلون لهم من جميع الطرق المشروعة وغير المشروعة الممكنة والمستحيلة، فعلى سبيل المثال يأتون لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل الجوال، حتى إن وصلوا للألعاب الإلكترونية عبر المحادثات التي تتم بهذه الألعاب، فكم من قصة سمعناها خطيرة تصل للقتل في هذا الشأن فالحذر ثم الحذر.
فعلى الجانب الآخر على الشاب معرفة ما له وما عليه، وعرض جميع ما يصله من ما هو خارج عن المألوف الديني ومن ثم المجتمعي لأهل الاختصاص، لابد أن يعي بأنه المستهدف الأول من قبل هؤلاء، فالثقافة والمعرفة وتنمية الفكر واجبة لكي يتصدى لجميع هذه التيارات المنحرفة.
“فنحن في زمن تخالط في الحق والباطل أصبحت الرؤية ضبابية نوعًا ما فمهمة الشاب البحث وراء ما يخدمه ويخدم مجتمعه ووطنه، وعلى متقدمي المجتمع من علماء وأهل الاختصاص أن يبينوا الحق ويظهروا الباطل”.
(اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا، وارزقنا اجتنابه)