خطاب جماعة الحوثي في المناطق التي تسيطر عليها، كله يتركز على تشويه الشرعية وتصويرها بمجرد منتقم سينتقم من الذين وقفوا مع جماعة الحوثي ووالوها وأيدوها وعن المراوغين لها في حالة تقدم الشرعية وسيطرتها على أي منطقة، وهذا الخطاب الحوثي هدفه تجييش الناس مع الجماعة والقتال في صفوفها، بحيث إن ذلك أصبح أمرًا حتميًا أمامهم فإن لم يقاتلوا ويموتوا في جبهات الحوثي ستأتي الشرعية وتقضي عليهم وتقتلهم، وتسفك دماءهم ولن يكون لهم أي حرمة أو كرامة أو تقدير.
يجب أن يعلم الجميع أن الشرعية تحمل مشروع دولة لا مشروع انتقام، بسط الدولة ومؤسساتها والعدل والمساواة والنظام والقانون والحرية هي مهام الشرعية.
ستأتي الشرعية لتصون الحقوق وتقدم الخدمات والمشاريع للمواطن.
من كان مرتكبًا لجرائم فإن محاكمته ستتم عبر القضاء أكبر وأعلى جهاز في الدولة.
الشرعية يا هؤلاء لم تحمل مشروع انتقام، وإنما من يحمل ذلك هم جماعة الحوثي، والدليل تفجيرهم لمنازل الموالين للشرعية وحبسهم واعتقالهم وسجنهم وتشريدهم، أما الشرعية فلم تمارس أي من هذه الممارسات بحق المحسوبين والموالين لجماعة الحوثي في المناطق التي حررتها.
اسألوا كل أهالي المناطق التي حررتها الشرعية، هل فجرت الشرعية منزل أحد من الموالين لجماعة الحوثي أو اعتقلته وسجنته وعذبته حتى مات.
لا يا قوم: الشرعية بسطت العدل وتعاملت مع الجميع كمواطنين وجعلت أجهزة الدولة هي من تتولى التعامل مع الجميع عبر النظام والقانون.
في مأرب والحديدة والبيضاء وبيحان شبوة وغيرها، عندما تقدمت الشرعية وحررت عدة مناطق، كان هناك من أهل تلك المناطق المحررة شخصيات تقف مع جماعة الحوثي وتساندها وتناصرها، ولكن الشرعية لم تنتقم منهم بعد تحرير تلك المناطق، فأولئك الشخصيات يعيشون بأمان وكرامة، لم تفجر الشرعية منزل أحدهم ولم تعتقل وتسفح دماء أحد …. فهل عرفتم ما هو مشروع الدولة الشرعية ؟؟
وهل عرفتم من هو الذي يحمل مشروع انتقام ؟؟
يجب أن يعلم الذين خدعهم الحوثي وغرر بهم في المناطق التي لا زالت تحت سيطرة الحوثي، يجب أن يعلموا أن الشرعية تفتح أبوابها للجميع وترحب بهم، وأن الشرعية ستأتي قادمة تحمل مشروع دولة لا مشروع انتقام، ويجب أن يعلموا أيضًا أن ساعة النهاية قد دنت لجماعة الحوثي، وأن لحظة الزوال قادمة لا محالة.