مركز فاطمة الزهراء يحفظ الفتاة ويصون عفتها

حينما تلقيت دعوة بزيارة مركز فاطمة الزهراء التابع لمؤسسة مداد الخير للرعاية الاجتماعية، بدأت أفكر في أهداف هذا المركز ورسالته، وما يقدمه من دعم للأسر عامة والفتيات خاصة، ومن أين يحصل على موارده المالية لسد احتياجاته ؟، وهل يعتمد على هبات وكفالات الطالبات التي تصل من هنا أو هناك ؟
أسئلة عديدة دارت بذهني، وأنا في طريقي للاطلاع على أعمال المركز وأنشطته والالتقاء برئيسة المؤسسة وبمنتسباته.

ومع وصولي كانت بدايتي الأولى التي أخذت منها خطواتي للتعرف على المركز الذي انطلق من دار لتحفيظ القرآن الكريم يشبه إلى حد كبير الكتاتيب التي كانت موجودة بمكة المكرمة، ويسير النهج التعليمي القديم، وبالإصرار والعزيمة والدعم والمثابرة بدأت الخطوات تتواصل، فكانت أولاها انضمام مركز فاطمة الزهراء تحت رعاية مؤسسة مجمع إمام الدعوة.

ومن خلال المتابعة الجيدة لمستوى الطالبات، والتعرف على ظروفهن الاجتماعية والمعيشية اتضح أن هناك نسبة كبيرة منهن لا يفقهن في أمور الدين إضافة إلى فقر أسرهن، فكان لابد من العمل على إيصال رسالة مضمونها العمل على بناء هؤلاء الفتيات بناءً إسلاميًا صحيحًا من خلال تعليمهن أولًا بأمور دينهن، ومن ثم العمل على تنمية قدراتهن وصقل مواهبهن، ثم التوجه لترميم منازلهم وبناء منازل جديدة لبعض الأسر.

لكن هل تكفي هذه الأعمال ؟، أم أن الحاجة تستدعي العمل على تقديم خدمات أخرى ؟
هذا ما قامت به المؤسسة التي سعت للاستعانة بمدربات تعليم التفصيل والخياطة، من خلال توفير مجموعة من المكائن وتجهيز الموقع ليكون مكانًا مناسبًا للتعليم والتدريب، وإن كانت المكائن قليلة فإن الرغبة في التعلم زادتها عددًا وعدة.
وبدعم الأسر لبناتهن، تم العمل على افتتاح أقسام لتعليم الحاسب الآلي والتجميل والتطريز والطباعة وتخريج سنويًا أكثر من ٩٠ طالبة.

ولم يقف العمل عند ذلك٬ بل تواصل من خلال افتتاح قسم لمحو الأمية كانت بدايته بعدد قليل من الطالبات، وصل عددهن الآن إلى نحو ٤٧ طالبة، وهذا يعني أن هناك رغبة في التعلم والاستفادة.
لكن هل توقف دور المركز عند هذا، أم عمل على الاستفادة من الفرص ؟
كان هذا سؤالي الذي وددت أن أطرحه علی رئيسة المؤسسة الذي جاء حديثها متضمنًا حرص المركز على الاستفادة من الفرص واستغلالها الاستغلال الأمثل، حيث تم وضع برنامج خاص لإنتاج وجبة إفطار صائم خلال شهر رمضان المبارك، وتغليف وجبات الحجاج خلال موسم الحج، في خطوة أراد من خلالها المركز تعويد منسوباته على العمل والإنتاج الجيد والسريع وخياطة الحجابات لضيوف الرحمن .

ولعل من أبرز النشاطات المقدمة خارج المركز ترميم المنازل وتوزيع السلات الغذائية والملابس الجديدة، إضافة إلى افتتاح روضة لأطفال الأسر وحضانة يقوم على التعليم بها معلمات متطوعات حاصلن على درجة البكالوريوس تخصص رياض أطفال إضافة للإعداد التربوي. وجميع أنشطة هذه المؤسسة تنفذ بالتعاون مع جهات رسمية مثل جمعية تحفيظ القرآن بجنوب مكة. وجمعية البر لقرى جنوب مكة، والمكتب التعاوني بجنوب مكة.

وقبل الختام أجد أن الوقت مناسب لتوجيه دعوة لرجال الأعمال والميسورين لدعم والوقوف مع هذا المركز، وغيره من المراكز التي تصون كرامة الفتاة، وتحفظ عفتها، وتستر أسرتها.