الطلب الذي قدمته جماعة الحوثي للدولة الشرعية بشأن هدنة في تعز وتوقيف القتال والمواجهة والحرب بين الجانبين، هذا الطلب له عدة أسباب وسأتطرق هنا لبعض منها باختصار.
السبب الأول هو تلاشي الخلافات بين أطراف الشرعية٬ والوصول إلى حلول جذرية تقتضي بالتعامل عبر مؤسسات الدولة٬ وبسط سيطرتها وتسليم كل القوات لأجهزتها، فالخلافات التي كانت بين مكون أبو العباس وبعض المكونات والتي وصل الجميع إلى قناعة بأن تبسط الدولة سيطرتها ومؤسساتها، وأن يصبح الجميع تحت مظلة الدولة، وعلى رأسها محافظ تعز الرجل الأول في المحافظة، تلاشي الخلاف بين أطراف الشرعية في تعز ينذر بأمر خطير ضد الحوثي، كونه يعجل بهزيمته في الجبهات ودحره من ما تبقى من تعز، فالخلاف بين أطراف الشرعية كان عامل تقوية للحوثي في تعز وعاملًا لصموده في جبهاتها.
السبب الثاني هو أن جماعة الحوثي تلقت ضربة موجعة في مقتل الصماد أثرت عليها معنويًا وعسكريًا٬ وأرادت أن تتفق مع الشرعية بهدنة في تعز بهدف ترتيب أوراقها وإعادة لملمة صفوفها، كي تضمد جراحها خلال فترة الهدنة ثم تجدد المواجهة، وأيضًا واقع المواجهات لجماعة الحوثي في كل الجبهات يحتم عليها توقيف القتال في بعض الجبهات بما يحفظ قوة الجبهات الأخرى.