نعيش في أتون زمن شائك وملتبس من تاريخ البشرية
أبرز ملامحه الانفجار التقني ومعطياته٬
عصر شديد السرعة تلاشت مع حلوله من قاموس مدلولاتنا اليومية مفردات ومصطلحات٬
وحل مكانها مفردات وسلوكيات أخرى.
“التايم لاين” مسرد لحظي منهمك في الآن والتو واللحظة،
وكان علينا أن نعيشه متابعة .. وتذمرًا… ابتسامات ودهشة .. انتظارًا وترقبًا،
آسفًا وغضبًا. في أحايين
المصطلح لم يكن ضمن مانتداوله قبل 10 سنوات أو حتى أقل، لكنه اليوم بات واحدًا من أعمق اهتماماتنا
نراجعه بدأب أينما كنا
في صالات الانتظار المكتظة أو حتى على طاولات الطعام التي يفترض بها أن تلم شمل الأسرة، تجد الناس منهمكين في التحديق في شاشات هواتفهم الذكية. يمارسون هذا النشاط بمنتهى السكون، فلا نجد شيئًا يتحرك فيهم إلا كريات أعينهم، وإصبع واحدة تمارس «التقليب».. أو «الإبحار» وأحيانًا شفاههم هي تتحرك بابتسامات خجولة
مشكلة التايم لاين أنه ذو ذاكرة صغيرة؛ مما خلق بشرًا لهم سماتهم الخاطفة والسريعة جدًا٬ هذا الإيقاع السريع لمحتواه
خفف من غثاء مايحمله إلينا هذا المنتج.
الغريب أنه حين تشتكي من هذا الغثاء تتحول المسؤولية عليك كمستخدم٬
فأنت تستطيع رفع مستواه من خلال تجويد الأصدقاء الذين تصر أدبيات وسائل التواصل على تسميتهم بـ(المتابعين)
إذًا “تايم لاينك” يحدده نوع من تتابعهم٬
السؤال الذي يحيط بي دومًا،
ماهو مصير الملايين من الذكريات التي يرفعها مستخدمو الشبكات الاجتماعية والتي تتنوع بين البايتات واللينكات والمواقع
والصور والمقاطع أو الأبيات والحكم والعبارات التي يبثها أصدقاؤنا الافتراضيون على مدار اللحظة ؟
لاشك أن تلك الذكريات تمر سريعًا ثم تختفي في غضون ثوان؛ وكأنها انتحار جماعي لفعل ذكريات البشر
الغريب أننا لانستغني عن متابعة التايم لاين وربما يستحيل أن يمر يوم دونما متابعة وفي نفس الوقت .. لايمكن أن يتحول التايم لاين ذاكرة وذكريات راسخة
لأنه لو فعل ذلك سيكون قد ناقض فكرته التي تقوم على التجدد السريع
ورغم أننا لم نصنعه مازلنا مختلفين على طريقة كتابته
هل نكتبه “التايملاين” أم “التايم لاين” ؟ !!!