عندما يتناول الطفل كتابًا أمامه أو جهازًا إلكترونيًا ويفتحه بأنامله الصغيرة هو يفتح عقله لعالم شاسع من الثقافات العديدة المتداخلة، المتناغمة حينًا والمتشابكة حينًا آخر ليبدأ بتنوير مساراته الفكرية وتزويد عقله بمعارف جديدة وبيئات فريدة، وحقائق غريبة قد تُثير داخله تساؤلات كثيرة .. لماذا وكيف ومتى؟!!
ويبدأ الوالدان بالبحث عن إجابات لتلك التساؤلات؛ وذلك بأخذه لمكان آمن يُشبع فيه كل احتياجاته الفكرية والمعرفية والثقافية، إنها “مكتبة الطفل “، مكتبة الطفل هي الاختيار الصحيح والأمثل للاستفادة من الوقت وخاصةً أن أطفالنا مقبلون على فترة إجازة طويلة تمتد لعدة أشهر.
مكتبة الطفل هي المكان الثقافي المناسب الذي يحتوي مرتاديه الصغار بكل حب ودفء وترحيب، ويجذبهم إليه بألوانه المبهجة وديكوراته الزاهية، وكتبه المليئة بالمرح والحياة والطفولة المنبثقة من أدب الطفل.
مكتبة الطفل هي مركز ثقافي هام لبناء شخصية الطفل، وتلبية رغباته وإشباع احتياجاته النفسية والمعرفية والفكرية من خلال ما تقدمه من مصادر معلومات متنوعة، ومن خلال الأنشطة العديدة التي تقدمها كوقت القصة أو العروض المسرحية أو العروض المرئية الهادفة والجاذبة للأطفال، وهي تؤدي رسالة تعليمية وتثقيفية وترفيهية هامة في المجتمع.
مكتبة الطفل إما أن تكون مكتبة متكاملة في مبنى مستقل ومجهزة بطريقة جذابة وجميلة؛ لتلبي كل احتياجات الأطفال أو تكون عبارة عن قسم مخصص للأطفال داخل المبنى الرئيسي للمكتبات، وأيضًا يتم تجهيزها بطريقة جذابة ومبهجة للصغار.
فالهدف الأساسي من مكتبة الطفل هو تثقيف الأطفال ورفع مستوى إدراكهم وذكائهم وتنمية الوعي الاجتماعي لديهم؛ مما يساعدهم على ممارسة حياتهم بشكل ثقافي اجتماعي سليم، بالإضافة إلى توسيع مداركهم القرائية واكتشاف ميولهم وقدراتهم الكامنة ومواهبهم وتطويرها، ومساعدة الأطفال على الوصول للمعلومة بأنفسهم من مصادرها المتعددة سواء كانت إليكترونية أم تقليدية، وقضاء أوقات الفراغ فيما يعود عليهم بالنفع والمتعة، والمساهمة في البُعد عن استخدام الأجهزة الذكية والإلكترونية لما لها من أضرار على الأطفال، واستغلال تلك الفترة الزمنية في أعمال يدوية وألعاب حركية وغيرها من الأنشطة الثرية والهامة.
من هنا تنبع أهمية مكتبة الطفل وما تحتويه من قصص، وكتب، وألعاب حركية، وأركان متنوعة كركن القراءة، وركن القصة، وركن الإبداع وما تقدمه من أنشطة ثقافية ومسرحية وفعاليات متنوعة.
ومن الجميل إذا ما تم تجهيز مكتبة طفل متنقلة بين المنتزهات والحدائق والأماكن العامة لتشجيع الأطفال على القراءة وارتياد المكتبات، مع زيادة الاهتمام والدعم والتركيز على أدب الطفل، وما يحتويه من قيم وأخلاقيات وسلوكيات إيجابية.
ختامًا.. مكتبة الطفل هي المكان الآمن لإيجاد جيلًا واعيًا مُثقفًا قادرًا على التميز والعطاء .. مُحبًا لوطنه .. مُحلِّقًا بطموحاته .. مُحققًا آمال الوطن ورؤيته المستقبلية.