القاهرة 23 شعبان 1439هـ
أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفًا حازمًا وموحدًا تجاه إيران وأعمالها العدائية المزعزعة لاستقرار المنطقة، ودعمها للجماعات الإرهابية التي هددت الأمن ونشرت الفوضى في المنطقة العربية وساهمت في ارتكاب أبشع الجرائم من قتل وتشريد للملايين من الأبرياء.
وأعرب عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالخطوات التي أعلنها فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران ، وتأييد المملكة ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران، والتي سبق وأن تم تعليقها بموجب هذا الاتفاق.
ونوه وزير الثقافة والإعلام على استمرار المملكة في العمل مع شركائها في الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي لتحقيق الأهداف المرجوة التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب، وضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية.
وأوضح معاليه أن العلاقات الدولية تحكمها مبادئ متفق عليها عالميًا تمثل الأطر الأساسية العامة للسياسات الخارجية للدول، ومن أهم هذه المبادئ مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لافتًا الانتباه إلى أن إعلان مبادئ القانون الدولي الصادر عن الجمعية بالأمم المتحدة نص على أنه لا يجوز لأي دولة أو مجموعة من الدول التدخل المباشر أو غير المباشر في الشؤون الداخلية أو الخارجية للدول الأخرى، مما يدل على أن جميع أشكال التدخل التي يمكن أن تهدد أي من مكونات الدولة السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية يعتبر مخالفة صريحة للقانون الدولي.
وقال أن ميثاق جامعة الدول العربية ينص على وجوب الاحترام المتبادل بين الدول الأعضاء وعدم جواز تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية لأي من الدول الأخرى، مبينًا أن الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية أثبتت أن التدخل في شؤون الدول الداخلية بأي شكل هو عمل عدواني يعكس حالة من عدم النضج السياسي، وأن له عواقب وخيمة.
وأشار إلى أن ما تعرضت له المملكة المغربية الشقيقة من تدخلات في شؤونها الداخلية نتيجة لأطماع إيران وسلوكها العدائي الذي امتد نطاقه الجغرافي ليصل إلى منطقة المغرب العربي، مؤكدًا دعم المملكة العربية السعودية للمملكة المغربية في قرارها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، فضلاً عن إدانة المملكة بشدة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدلو العربية من خلال توظيف جماعاتها الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
وشدد معاليه في كلمته أمام اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب الذي عقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول لعربية اليوم أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وأنها ستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال معاليه إن ما قدمته وتقدمه المملكة العربية السعودية من دعم للقضية الفلسطينية يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود “حفظه الله” على مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق ودعمه حتى استعادة حقوقه المشروعة.
وأشار إلى قرار القمة العربية التاسعة والعشرين (قمة القدس) للخطة الإعلامية للقدس، التي تتضمن برامج ومبادرات أعدتها الأمانة العامة للجامعة العربية لغرض تنفيذ الخطة وتحقيق أهدافها بما يضمن إبراز القضية الفلسطينية إعلاميًا، وتوضيح المعاناة التاريخية للشعب الفلسطيني، وتسليط الضوء على حقوقه الشرعية وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بهذه القضية المركزية للعرب والمسلمين.
وجدد وزير الثقافة والإعلام التزام المملكة العربية السعودية بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه، فضلاً عن تأييد المملكة جميع الجهود الرامية للتوضل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقًل للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذًا لقرار مجلس الأمن (2216).
ودعا المجتمع الدولي للعمل على تهيئة كافة السبل لوصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية وتحمل ميلشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران كامل المسئولية إزاء نشوء واستمرار الأزمة في اليمن والمعاناة الإنسانية التي عصفت بشعبه.
كما جدد ترحيب المملكة العربية السعودية بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق ميليشا الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المملكة تجاوز عددها 130 صاروخًا، وبرهنت للمجتمع الدولي مجددًا على خطورة سلوك إيران وميليشياتها في المنطقة وانتهاكها لمبادئ القانون الدولي ونشرها للفوضى والدمار في المنطقة.
وشدد الدكتور عواد العواد على أهمية وجود إعلام متوازن لحماية عقول الشباب وتحصين فكرهم من الانحرافات والتوجهات الضالة، وتطوير مهاراتهم الإبداعية، وتوعيتهم بقضايا أمتهم الجوهرية، والسعي إلى توظيف “التقنيات الحديثة” في تحقيق ذلك، وتنسيق الجهود في خدمة قضايا الشباب العربي وتلبية احتياجاته.
ودعا معاليه إلى تكامل الإعلام الرسمي مع الإعلام الخاص في جميع الدول العربية لتوضيح حقيقة الأوضاع بالمنطقة بعيدًا عن المزايدات المغرضة من أطراف ودول معادية، وذلك إيمانًا بضرورة تنسيق الجهود العربية في ميدان الإعلام العربي في ظل التحديات التي تواجه الأمة العربية.
وقال إن انعقاد الدورة (49) لمجلس وزراء الإعلام العرب يأتي في ظروف إقليمية ودولية مهمة تلقي بظلالها على الأمة العربية وتستدعي تضافر الجهود ووحدة الصف تحقيقًا لتطلعات شعوب هذه الأمة وما فيه الخير لها.
وأعرب الدكتور عواد بن صالح العواد في كلمته خلال أعمال مجلس وزراء الاعلام العرب بالقاهرة عن أمله في ترجمة القرارات الصادرة من المجلس إلى واقع عملي ملموس لتحقيق رؤية مشتركة في جميع القضايا الإعلامية المصيرية، مما يسهم في تحقيق أهداف العمل العربي المشترك، ومواجهة المخاطر التي تؤثر على الوحدة العربية.