إنطلاقا من تلك الهتافات التي تطلقها الحناجر الاتحادية دون كلل يمكنك الولوج إلى الحالة الاتحادية المثيرة للإعجاب
التي تبدأ من المدرج الذي يحرض لاعبيه على التمرد على الواقع وتنتهي إليه
الاتحاد فريق عجيب يضطلع بمهمة عسير ة ” أن تجعل الآخرين يشعرون برغبة جامحة في السخرية من إنجازاتهم التي تأتي في ظل إمكانيات كبيرة ”
يتسرب هذا الشعور عنوة حين يرون الاتحاد يعتلي القمم معهم بل قد يسبقهم رغم الظروف وفارق الامكانيات .. ومواسم الجفاف
الهدير الاتحادي يشبه قصيدة النثر الأنيقة التي تفاجئك بمالم يكن في حسبانك ، مشاهدة لاعبيه وهم يركلون الكرة تحت جنون المدرج لا تقل شأنا عن تصفح الكتب
وملخص الحكاية الإتحاد غزير يقدم نفسه كواحد من أهم مصادر الشعر وتحوله ضميرا جميعا كما هو حال الهجمة الاتحادية التي تحمل في طياتها جمالية منفردة
كل تمريرة داخل الملعب تتطور إلى شذرات خاطفةومتتابعةوبرقية
محاطة بضجيج حناجر جمهور لايكف عن هديره
تتوحد التمريرات مع الهتاف الذي يستحضر العشق الاتحادي
“أمي وابويا الاتحاد”
يتطور الأمر ينبت الجميع عن الواقع فيصبح الاتحاد قطعة في فم الأبدية
منذ عقود ونحن نشاهد الاتحاد بهذه الطريقة ثلاثة خطوط تتناوب اللعب فيما بينها يأتي الجمهور ليدخل اللعب بكل قوة يتحكم في بنية اللعب يتبادل الجميع تمرير للكرة والهتافات والعشق يقتحمون مناطق الخصم
على طريقة الغزاة بغية دك التحصينات
إذا كنت ذا بصيرة فإنك لن ترى في الاتحاد زمرة من اللاعبين فقط بل “حالة اتحادية” قوامها
جمهور وروح وأصرار وتاريخ
وجمالية في التمرير والهتافات كلها تجتمع لكسر منطق الكرة،
ويتحول الاتحاد المكون من الاف الارواح سيلا يقتحم حفل الأوبرا بالكمنجات و مزامير الحارة وعكاكيز السنين التي لاتخطيء مراكيز العز ،
يغدو الفريق مجموعة من الراقصين فوق العشب والمدرجات وقبيلة من عازفي
السمفونيات ذات الأنغام المتداخلة .
فكل تمريرة إتحادية هي تاريخ
وكل إنقضاضة هي أزمنة حب .
وكل هدف هو بعث لعشق سرمدي وجنون لايهدأ
من حسن حظنا أننا عشنا في زمن الاتحاد الذي يعيد ترتيب الأشياء وفق منطق اللامعقول
فالاتحاد وحده الذي يشعرك انه ليس فريقا بقدر ماهو
قمقم… طائر رخ. . أسطورة
بل آلة خالدة أسمها الاتحاد
فيه من الشعر ومن السحر ومن الخيال ومن اللاطبيعي ومن الميتافيزيقيا ومن عوالم الماورائيات مايجعلك تقف لتصفق للإتحاد
مبروك للإتحاد أغلى الكؤوس
من يد سلمان
مبروك هذا الإنجاز للأمة
التي يليق بها الفرح