مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق مئات المدنيين الذين شاركوا في مسيرات العودة الكبرى وفعاليات إحياء الذكرى الـ70 للنكبة، أسفرت عن مقتل 59 شخصًا كانت آخرهم طفلة رضيعة لم ترحمها قنابل الغاز حتى أخرجت روحها إلى السماء.
وأصيب ما يزيد عن 2500 مواطن فلسطيني جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركز على طول السلك الفاصل مع قطاع غزة قنابل الغاز والرصاص الحي تجاه المتظاهرين.
وخلال تقديمه الإسعافات والعلاجات الضرورية للمصابين فوجئ الطبيب الفلسطيني أحمد النونو بأخيه معتز مسجى ومضرّجا بالدماء، وانهالت عليه الدموع ونالت منه الصدمة التي وقف أمامها عاجزًا عن إنقاذ حياة شقيقه.
ولم تستثنِ آلة القتل الإسرائيلية أية حالة إنسانية دون أن ترتكب بحقها الفظائع، فما الخطر الاستراتيجي الذي كان يشكله الشاب فادي أبو صلاح مبتور القدمين منذ عدوان عام 2008؟ إلا أن قناصة الاحتلال لم يوفروا تلك اللحظة للتعبير عن بشاعتهم ودنو أخلاقهم وانحطاطهم فأطلقوا عليه الرصاص دون رحمة لترتقي روحه إلى بارئها.
أما الشهيد موسى أبو حسنين، فلم يشفع له لباسه بزي الدفاع المدني والإسعاف من رصاص القناصة الذين يشتهون شرب الدماء وقتل الأبرياء، كيف لا وهذا ديدنهم في قتل الأنبياء؟
وقبل مساء أمس الاثنين، أبى الاحتلال إلا وأن يتم جرائمه البشعة بقتل الطفلة الرضيعة ليلى الغندور (8 أشهر) وذلك بعد إطلاقه وابلًا من قنابل الغاز المسيل للدموع على الخيام التي تعتصم فيها الأسر الفلسطينية المشاركة بمسيرات العودة.
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فرحة الشهيد شاهر المدهون، والذي لم يهنأ بعد بإنجاب طفله الأول بعد تسعة أعوام من الانتظار.
وارتقى الشهيد المدهون خلال مشاركته في مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، برصاصة غادرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزين على امتداد الشريط الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 1948.