المقالات

البحث العلمي و اهميته لصحة الفم و طب الأسنان

مقدمة: يُعدّ طب الأسنان من المجالات البحثية المهمة، والنافعة للبشرية، خصوصًا في بلادنا العربية؛ حيث إنه يهتم بصحة الفم الذى يعتبر مصدر دخول الغذاء للإنسان، وبؤرة لمسببات الكثير من الأمراض، ولهذا؛ يعد الاهتمام بأبحاث صحة الفم والأسنان مطلبًا اسلاميًا رفيعًا؛ فلقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “السواك مطهرة للفم مرضاة للرب”، والسواك هو كل ما يستاك به من فرشاة أو عود من شجر الأراك، أو خيطٍ طبي، وكل ما يزيل تراكمات البكتيريا، وبقايا الطعام، وهذا التوجيه الحكيم يحفزنا أن نهتم بالفم و صحة الأسنان، ونبحث عن جدوى الاهتمام بهم، وكيفية الوقاية والعلاج، ومكافحة مسببات أمراض الفم والأسنان.

مجالات البحث العلمي في طب الفم و الاسنان:

إن محاور البحث العلمي لطب الأسنان كثيرة و متعددة فمنها: ما هو أكاديمي، ومنها: ما هو إكلينيكيًا (علاجيًّا)، ويمكن تلخيصها  كما يلي:

  • دراسة طبيعة انسجة الفم من الناحية الفسيولوجية، والتشريحية في الحالة الصحية، و ما يطرأ عليها من تغيرات مرضية.
  • دراسة أمراض اللثة والفم والأسنان إكلينيكيا وطرق الوقاية والعلاج، والحفاظ عليها في حالة صحية جيدة.
  • طرق التشخيص وتطورها اشعة ومختبريا.
  • دراسة خصائص المواد المستخدمة في علاجات الفم و الأسنان.
  • صحة الفم و انتشار الوعي الصحي لدى المجتمع  بأمراض الفم والاسنان.

ومما هو جدير بالذكر فالبحث العلمي في طب الأسنان مرتبطا وثيقًا بالتخصصات الأخرى الطبية، والدوائية، والحيوية، والهندسية، والمجتمعية حسب طبيعة نقطة البحث.

الطموحات والتحديات: إن البحث العلمي في طب الأسنان يسعى للاستفادة من جميع التقنيات، والعلوم الحديثة مما ينعكس إيجابًا على تحسن طرق التشخيص، والعلاج، وتطور طب الأسنان بشقيه الأكاديمي، والإكلينيكي, ومن أمثلة هذه التقنيات و العلوم: الاستخدامات الحديثة في الليزر، هندسة الأنسجة، والخلايا الجذعية، تكنولوجيا النانو، والمواد الحيوية.

  ويواجه البحث العلمي في مجال طب الأسنان العديد من التحديات والمعوقات رغم اهتمام الجهات المسؤولة بهذا الأمر،  ومن أهمها ما يلي:

  • قلة الوعي و الاهتمام بصحة الفم و الاسنان بقدر الكافي المجتمع.
  • ندرة المراكز البحثية المتخصصة.
  • ضعف الترابط بين الكليات، والمراكز العلمية البحثية للتخصصات الطبية والعلوم الهندسية، والتطبيقية.
  • تناثر المعامل في الكليات والمراكز البحثية، وعدم وجود تنسيق بينها لاستغلال الأجهزة والمختبرات.
  • عدم توفر قاعدة معلومات للأبحاث المنشورة محليًّا، وخطط البحث بين الكليات والمعاهد البحثية المتخصصة.

التوصيات: لا أحد ينكر مدى المجهودات التي تبذلها الجهات المعنية بالبحث العلمي، ولكن ما زالت دون المستوى المطلوب، ومن أهم التوصيات ما يلي:

  • تشجيع الباحثين، ومعاونيهم، ووضع الخطط البحثية المشتركة بين طب الأسنان وباقي القطاعات الطبية.
  • إنشاء مختبرات مركزية كبرى تجمع كل الأجهزة المطلوبة، وحرية العمل عليها طبقًا للضوابط, و توفير قواعد معلومات البحث لتوفير الجهد والمال بدلًا من استقلالية كل كلية، أو مركز بحثي بتوفير احتياجاته البحثية كلها.
  • زيادة الدعم المادي والمعنوي بما يخلق بيئة تثري البحث العلمي.
  • زيادة الوعى الصحي للفم والأسنان لدى المجتمع، ورصد الأولوية للأبحاث العلمية لذلك.
  • استغلال نتائج وتوصيات الأبحاث العلمية، ومحاولة تطبيقها بخطة زمنية محكمة على أرض الواقع.

 و ختامًا: نرجو من الله العلي القدير أن تزدهر بلادنا، وتتقدم للأفضل وتكون في أحسن حال ……

د علاء مصطفى عطيه

استاذ مشارك : كلية طب الاسنان

جامعة ام القرى

د. علاء مصطفى

أستاذ مشارك علاج أمراض اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى