من أول حلقة تابعتها للشاشة الخليجية انعكس لي تدني مستوى التنظيم العام للبرامج التلفزيونية، فمن وجهة نظري أجدها لم توفق إلى الحد الذي يشبع ذائقة المشاهد في عرض برامجها، فالقياس المؤثر لأهمية البرامج التلفزيونية خاصة الدرامية والترفيهية وعلى صعيد الشاشة الخليجية لم تصل لذلك المستوى الذي يجذب ويشبع الذائقة كونها تسير على نفس الروتين السنوي في العرض. لا أعلم إلى متى سنستمر في التركيز على سيناريوهات الخيانة والحب في برامجنا الدرامية دون أن نقفز إلى التجديد النوعي لبرامج الدراما، حتى الترفيهية أصبحت تحذو نفس الحذو لكن الاختلاف في القالب الفكاهي الذي تتخذه بهدف إضحاك وإمتاع المشاهد الذي أجده اليوم لم يعد يضحك بقدر ما ينتقد لما يشاهد كونه يقيس مستوى التدني في القياس الرجعي للبرامج المعروضة، وهو أمر مهم في الوقت الراهن يجب التركيز عليه بشكل فعلي قبل العرض وبعد العرض.
بالإشارة إلى القياس الرجعي الذي ذكرته والذي أقصد فيه تخمين الصدى الذي قد يصدر عن البرامج التلفزيونية ويقيس مدى تقبل المشاهد لما يعرض عبر الشاشة، والذي أشك أن معظم القنوات تقيسه بعد العرض أكثر ما أن تتوقع قبل العرض مما يفقدها رغبة المشاهد ويكسبها الانتقاد الذي ترد عليه دائما بأنه رأي عارض لفئة محدودة لا تدرك قيمة العمل الخليجي، ضاربه بما يتطلع إليه المشاهد الخليجي من قنواته في رمضان، الأمر الذي يجعلنا أمام مفترق بين ما يعرض وما يتقبل وما يعبر به من رأي مما تسبب في وضع فجوة نجددها كل عام بالانتقاد دون أن نرفع من سقف التجديد فيها.
*ومضة: نحتاج إلى برامج تلفزيونية ترتقي بمستوى الشاشة وتراعي الاحتياج الفعلي للمشاهد الخليجي دون أن تركز على ما لا نركز عليه كمشاهدين والذي قد لا يهمنا أحيانا…