في زيارة لصديق يعمل في إحدى الفنادق الشهيرة اتضح ازدحام شديد في حديقة الفندق الخلفية بعد أن كان عدد روادها لا يزيد عن أصابع اليد وبعد التساؤل عن سبب التحول المفاجئ في هذا الحضور الملفت للنظر ! كانت الإجابة الحاضرة هذا بعد السماح الأخير من الجهات المعنية بإمكانية إنزال طلبات المدخنين. ولا نعلم حقيقة ماهي المكاسب المتوقعة للجهات الحكومية المرخصة لهذا العادة السيئة جدا. على الرغم من التحذيرات الطبية المتكررة بخطورة التدخين بمختلف أشكاله من تناول حبات السجائر، إلى شرب الشيش ، وإلى شرب المعسلات . والأدهى والأمر عدم وجود تحديد للفئات العمرية المسموح لها بالتدخين وهذا على أقل تقدير. طالما غابت الرقابة المفترصة من الوالدين واختلط الحابل بالنابل .
ومن المحزن أن تجد في الجانب الآخر وهو الجانب الأساس في حياة المواطن بعد الجانب التعليمي متمثل في وزارة الصحة والمعنية بطبيعة الحال بسلامة المواطنين تسعى عبر مستشفياتها العامة والتخصصية إلى معالجة الآثار السلبية من ظاهرة التدخين .. بتهيئة العيادات والأطباء، والموظفين، والأدوية اللازمة ؛ حرصا على صحة المريض.وكأنها أصبحت تعالج ضحايا ليست لها أي ذنب في قرار لم يراعي الأبعاد الصحية حين إقراره . وهذا يذكرنا تماما باختلاف التوجهات بين الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبين الخطوط الجوية السعودية .. فالأولى تحرص كل الحرص على تواجد عميلها في ربوع الوطن، والأخرى تحرص أشد الحرص على التحليق بالمواطن خارج حدود الوطن وتحت شعار منافس..سفرك بكيفك..!!عموما حتى ينتهى هذا الاشتباك الرسمي على المواطن الانتظار .
وحقيقة إن أضرار التدخين بصفة عامة لا تخفى أبدا على جميع أفراد المجتمع من حيث ” اضطراب توزيع نقل الدم الغني بالأ كسجين إلى جميع أجزاء الجسم، ومن احتمال الإصابة بمرض الأوعية الدموية، بالإضافةإلى خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام لدى النساء، وتلوث الأسنان، وأيضا سرطان الرئة والفم، والمرئ ، والحنجرة، وقرحة المعدة….. ” .،وغيرها من الأمراض المزمنة.. نسأل الله العافية والحماية منها. وبالتالي ليس من المعقول أن تخفى هذه الأضرار الجسيمة على المسؤولين في الشؤون البلدية. فسلامة أرواح الناس بالتأكيد مطلب إنساني مهم. نعم لا نضع الحمل بكامله على هذه الجهة المهمة.. فهناك التوعية الصحية ،وقبلها التوعية الذاتية الفردية.. ولكن أن يسمح بالمزيد من المساحات الجميلة؛ لممارسة هذه العادة السيئة فهذا غير مقبول ياوزارة الشؤون البلدية .