المقالات

المرأة وقيادة السيارة !

نقطة حبر

جاء في مقطع على الجوال صورة عائشة عرور المرأة العدنية التي كانت أول أو من أول من قاد سيارة في الجزيرة العربية عام 1920م أي قبل مائة عام هجري، يوم لم يكن هناك مانع رسمي لدينا في المملكة ضد قيادة المرأة للسيارة قبل عام 1990م والدليل ما قصصته في مقالي يوم الخميس 8/1/1439هـ بعنوان “قرار تاريخي انتظرناه طويلًا” كيف أننا تعطلنا بسيارتنا ونحن في الطريق إلى الرياض فجاءت امرأة تسوق “ونيت” وسألتنا بقولها: ويش بلاكم؟ فأخبرناها بما أصاب سيارتنا من عطل فأخرجت العدة من سيارتها وفتحت “كبوت” سيارتنا وبعد ساعة أو نحوها استطاعت إصلاح سيارتنا ومشينا بها، ولولا ذلك بعد -لطف الله- بنا لربما متنا من الظمأ وسط الصحراء.

وقد أحسنت إدارة مجلس الشورى عندما سارعت بتخصيص موقف لسيارة العضو لطيفة الشعلان، وستتبعه مواقف أخرى لبقية العضوات إن لم يكن المجلس قد خصص لهن المواقف، ما عليهن سوى الحصول على رخصة القيادة، فلا يكفي أن تقول الواحدة أنها عضو بمجلس الشورى لأن الرخصة مطلوبة من كل سائق .. وأني أذكر كيف أن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز – خادم الحرمين الشريفين – قبل أن يتولى الحكم ارتفق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن – رحمهما الله – ودفعني الفضول الصحفي للحاق بهما إلى إدارة المرور، وكان هو وزير الداخلية واستخرج لنفسه رخصة بقيادة السيارة عندما كان لا زال قويًا قادرًا على السواقة (بدون تصريح) رحمه الله.

.. وإذا كان لي من رجاء فإنني أرجو تأجيل تنفيذ قرار السماح للمرأة بقيادة السيارات مائة يوم. وحتى إن معظم الرجال سعداء بهذا القرار ما عدا شريحة واحدة وهي سائقو التاكسي، وقد قال كاتب في جريدة الرياض إن عدد سائقي التاكسي 100 ألف، لكننا نقول لهم: إن الرزق من عند الله، ولن يمنع هذا القرار رزقًا قرره الله سبحانه لكم.
أما اقتراحي بتأخير التنفيذ مائة يوم فهو شيء يسير فقد انتظرنا أكثر من نصف قرن للسماح للمرأة رسميًا بقيادة السيارة فماذا لو تأخرنا مائة يوم بحيث يطبق القرار مع نهاية شهر ذي الحجة 1439هـ؛ كي تمر أيام الامتحانات وكذا شهر الحج بأمان.

فمثلاً في جامعة الملك عبدالعزيز لا يقل عدد الطالبات عن عشرة آلاف طالبة والكادر التعليمي فيها ربما زاد عن ألف أنثى، ونسبة كبيرة من هؤلاء سوف تقتني سيارات وتقوم بقيادتها بنفسها، وهن بحاجة إلى مواقف خاصة .. والوقت لا يكفي لبناء طوابق، أو ليس هناك أرضية كافية .. فالحاجة إلى التأخير 100 يوم من أجل تمام الاستعداد لهذا التغيير الجارف وإدارة المرور بحاجة إلى مزيد من الوقت فقد كانت تتعامل مثلًا مع نصف مليون سيارة فإذا بالكمية تزيد إلى 750 ألف سيارة، ناهيك عن سيارات الشركات والعربات الأخرى، فالمرور يحتاج إلى تخطيط الشوارع وتجديد الإشارات ودهان خطوط الطرقات الصفراء والبيضاء لاستيعاب زيادة عدد السيارات.

وما دمنا قد صبرنا 50 سنة، فلا ضير أن نصبر 100 يوم حتى تنضج المهمة، مهمة طوفان السيارات التي يقودها نساء. ولئلا يكون الحج والامتحانات سببًا في رفع نسبة حوادث السيارات التي يقدنها السيدات.

السطر الأخير:
خذوا حذركم من طرفها فهو ساحر
وليس بنــاجٍ من رمته المقــــــــادر

عبد الله عمر خياط

عبدالله عمر خياط

كاتب زاوية (نقطة حبر) في صحيفة مكة الإلكترونية- رئيس تحرير جريدة عكاظ السابق

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. اذاًانت على يقين بان الحوادث ستزداد والوفيات والاصابات والاعاقات هي الاخرى ستزداد
    الا ترى ان معالجة ازمة الازدحام تكون بايجاد منظومه للنقل الجماعي على مستوى متطور من الاليات والتخطيط لعمليات السير وكذلك العمل على الاستفاده من تقنيات المترو المتطور في الانفاق والشوارع العامه في المدن الرئيسه
    اذاً ليس المشكله مشكلة قيادة المرأه بقدر ماالمشكله القضاء على الازحامات والحوادث بتكتل اعداد السيارات

  2. حقوق المراه قادمه لامحاله وقيادة السياره تعتبر اقلها ولكن هل نحن مستعدون لها اسال الله العلي القدير ان يعيننا على كل حال

  3. الحمد لله على السلامة ياشيخنا الفاضل وأستاذنا الكبير لكن حتى لو تأخرنا مئتين يوم فلا يزال يظهر لنا على السطح كل يوم موضوع يحتاج للمعالجة ولذلك من الأفضل أن يتزامن العمل مع تصحيح الأخطاء لتدور العجلة خير من وقوفها والله المستعان .

  4. وينهم من أول ما صدر القرار ؟ اللي يبغى يشتغل كان أشتغل !!

  5. أستاذنا الفاضل عبدالله خياط .
    المفروض الأعداد والأستعدادمن المرور والبلديات ومن جميع المؤسسات المتنوعه فى المدن هذا لأن قرار قيادة المرأه للسياره صدر منذ عام تقريباً
    استاذى الفاضل عبدالله خياط
    إنى اعتقد لو تأخر مئة يوم كذلك سوف يبقى الحال كما هوالحال قبل عام مالم يكون هناك جدونشاط واعداد لما هوآت من الجميع .

  6. أستاذنا الفاضل عبدالله خياط .
    المفروض الأعداد والأستعدادمن المرور والبلديات ومن جميع المؤسسات المتنوعه فى المدن هذا لأن قرار قيادة المرأه للسياره صدر منذ عام تقريباً
    استاذى الفاضل عبدالله خياط
    إنى اعتقد لو تأخر مئة يوم كذلك سوف يبقى الحال كما هوالحال قبل عام مالم يكون هناك جدونشاط واعداد لما هوآت من الجميع . .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى