لعل أغرب قصة(طفش) في التاريخ قصة طفش قوم سبأ بسبب رغد العيش الذي كانوا يعيشونه فما هي قصتهم قال تعالي: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ).
لقد اكتملت لقوم سبأ نعمهم، ودفعت النقم عنهم، وكفوا مؤونة الطعام والشراب فأرزاقهم حاضرة، وأرضهم مخضرة، وسماؤهم ممطرة وثمارهم يانعة لا يأكلون إلا أطيب الطعام حتى ذكر المفسرون خلو أرضهم وأجوائهم من الهوام من الحشرات المؤذية، وفي السفر كان من عظيم مانعم الله به عليهم أنهم كفوا مؤونة السفر ومشقته ورفع عنهم الطريق ولصوصه فارتاحوا في سفرهم فكانوا يسافرون من اليمن إلى الشام في أمن وطمأنينة لايحملون للسفر زادًا لوفرته في طريقهم، ويستريحون في القرى التي في طريقهم وهي على مراحل لاتنقطع عنهم….الخ ورغم هذا كله طفشوا من هذه النعم: (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).
إن أولادنا وبناتنا في حاجة للتذكير بمثل هذه القصص، ولعل الصيف يكون شاغلًا لهم في أعمال مفيدة إن علاج الطفش قوله صلي الله عليه وسلم:(عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ، حَمِدَ رَبَّهُ وَشَكَرَ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ، حَمِدَ رَبَّهُ وَصَبَرَ ).