عامٌ انبزغ من سمائه نور [رؤية الحاضر للمستقبل] قاده بحزم وبحكمة والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأرسى دعائم تحولاته سمو ولي العهد غالينا الأمير محمد بن سلمان رعاه الله..
ولنا وقفات مع مرور عام على تولي سمو ولي العهد مهام ولاية العهد بعد أن حظي بالتأييد والاختيار، والمبايعة والثقة الملكية الكريمة بصدور الأمر الملكي يوم الأربعاء 26/9/1438هـ؛ ليتولى سموه مهام ولاية العهد، ويتم تعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء مع الاستمرار فيما كُلف به من مهام، وهذا العام الذي شهد تغييرات شاملة لتكون أساسًا لانطلاق رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل لتكون المملكة العربية السعودية ذات قوة استثمارية عالمية وثقل اقتصادي إقليمي ودولي مؤثر وفاعل، ولتحقق مراكز متقدمة على مستوى العالم بكل المجالات.
فتصدر مشهد العام الماضي إصلاحات داخلية سياسية وإدارية متعددة، وجاءت الخطط الاستراتيجية بتشريعات تنظيمية متنوعة متوافقة مع تعاليم ديننا الإسلامي، حددت أهدافها بدقة وأزالت كل ما يقف عائقًا في طريق تقدمها..فحاربت الفساد والتطرف وحاسبت المتورطين في الفساد والمنغمسين في التطرف، وكشفت لنا السياسات الخارجية والإصلاحات الداخلية عن طموح سمو ولي العهد الذي لم يرضَ إلا أن يكون سقفه عنان السماء، وأرسلت للجميع تنبيهات متقدمة بأن المتورط في قضية فساد لن ينجو من العقاب كائن من كان، وتحالفت بقوة مع العالم لتدمير معاقل الإرهاب والدواعش، وحاربت بحزم وشجاعة المطامع الصفوية وبترت قدم إيران الإرهابية المغروسة على ضفاف الخليج، وأعطت المرأة حقوقها للمشاركة تحريك عجلة التنمية، وشرعت في بناء مشروعات كبرى لتكون من أعظم الواجهات العالمية للاستثمار والسياحة في وطننا الشامخ.
كان عام سمو ولي العهد حافلًا بالعطاء والبذل والرعاية والاهتمام، فكان المواطن حاضرًا في قلب ووجدان قيادتنا الغالية ولكيلا تمس تلك الإصلاحات معيشته أو تؤثر عليها ففُتحت حسابات للمواطنين للدعم، ورفع الضرر عن ذوي الدخل المنخفض، وبتوصية من سموه أصدر خادم الحرمين الشريفين أوامر ملكية بصرف بدل غلاء معيشة لجميع موظفي الدولة وزيادة المكافآت وإعادة العلاوات على أن تتحمل الدولة ضرائب التعليم والصحة، وتلك الأوامر جاءت حرصًا على أن تستقر معيشة المواطن واهتمامًا برفع مستوى رفاهيته.
وسمو ولي العهد -حفظه الله- في عامٍ غيّر بفكره الثاقب ونظرته العميقة الشاملة مفاهيم المجتمع التي لا تؤمن بالتغيير، وكسر بالاعتدال والوسطية ثقافات اجتماعية تحارب مشاركة المرأة للرجل في البناء والنماء، وأعطى الجهات القضائية والهيئات الرقابية ارتباطًا قويّا لممارسة صلاحياتها بنزاهة لمحاسبة المتورط في أي قضية كائن من كان؛ تحقيقًا لمبادئ العدالة.
المواطن السعودي أبدى رضاه واستبشاره بالخير بعدما اتضحت له الرؤية فوقف بوفاء وحب للعمل بقوة في دعم خطط التنمية، وأظهر بكل ولاء اعتزازه وفخره بسمو ولي العهد وسطّر شكره وثناءه لسموه على ما قام به من عمل كبير وجهد عظيم وتخطيط عميق وإصلاح متكامل، وتغيير متوازن للانطلاق مع المواطن بوطننا في آفاق التقدم والتطور؛ ليكون في مصاف الدول المتقدمة.
ولا ننكر أن تلك الإصلاحات القوية، والتنظيمات المؤثرة والقرارات الحاسمة كانت أرضًا خصبة للمتربصين وأعداء الوطن، فقامت معها حملات تحريضية، واجتمعت عليها أقلام وقنوات إعلامية خبيثة وارتفعت الأصوات الحمقاء من منابر الحقد والضغينة وحمل أولئك خناجر مسمومة للطعن في كلّ إصلاح، وتشويه كل تغيير وتأويل كل قرار، مستخدمين قنوات التواصل الاجتماعي لتغيير قناعات المواطن واستدراجه، والتغرير به ليكون أداة في بأيديهم يستخدمونها لتفكيك تلاحم الشعب مع قيادته، لكن المواطن السعودي الوفي الذي بايع قيادته بالحب والولاء والسمع والطاعة كان طودًا عظيمًا تتفتت على جنباته تحريضات المغرضين ودسائس المندسين وعداء الحاقدين، فكان أبيًّا شامخًا يقف بعزة وكرامة لصدّ هجمات محاربي الإصلاح وحملات الأعداء، ورغم عجز الأعداء عن زعزعة مواقف الوفاء الراسخ وتفكيك قوة التلاحم إلا أن خبثهم لا يزال يبث سمومه بإيقاد نار العنصرية القبيلية والتفريق بين فئات المجتمع.
وبحمد الله أن مجتمعنا أدرك بوعيه وثقافته أن أمنه ووطنه ومقدراته ومقدساته مستهدفة فكان السعودي حذرًا من كلّ ما يُحاك ضده لإخراجه مما ينعم به من أمن واستقرار، حفظ الله لنا قيادتنا وأدام علينا الأمن والاستقرار والرخاء، وبكل الحب والولاء والفخر نبايع نهنئ ونشكر الغالي الأمير محمد بن سلمان على ما قام ويقوم به من منجزات كبيرة وأعمال جليلة لخدمة دينه ووطنه ومليكه، بارك الله في جهود الغالي سمو ولي العهد وله منّا أصدق معاني الحب والولاء و المبايعة.