المقالات

القادم أجمل مع قائد المستقبل

المملكة العربية السعودية دولة نفطية 100%، فالنفط هو المورد الأول والثاني والثالث والرابع. هذا ما نشأنا عليه، وعلى أن باقي الموارد هي ثانوية لا تكاد تُذكر مما حولنا إلى مجتمع استهلاكي بكل معنى الكلمة وبجدارة فائقة.

ومنذ سنين ونحن نسمع الجميع سواء كانوا سياسيين أو أُناس عاديين يتحدثون عن ضرورة إيجاد مورد آخر حتى نكون مستعدين لمواجهة فترة ما بعد النفط. ولكن لم ينفذ أحد وحتى عندما شجعت الصناعات كانت للأسف مثلنا صناعات استهلاكية.
حدث التغيير منذ تاريخ يناير 2015 حيث ظهر في سماء المملكة اسمًا وبدأ يتردد على الألسنة، اسم عرف من خلال منصبه كرئيس للديوان الملكي السعودي في حينها سمو الأمير محمد بن سلمان، وبدأ الكل يردد بتوجس تارة وبأمل تارة أخرى: ما القادم ياترى؟

إلى أن أُعلن في 25 إبريل 2016 رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وكانت بحق خطة ما بعد النفط، عندها أيقنا كشعب بأن هناك الكثير سيتغير، وأن هناك أهداف لتطوير عدة قطاعات تهدف إلى إضافة موارد أخرى أساسية للدولة، وكذلك تحويلنا من شعب استهلاكي بكل جدارة إلى شعب منتج بكل ثقة.

كانت رؤية تحمل في طياتها الأمل وتدعو للثقة، فيها نظرة بعيدة لما يجب أن نكون عليه، رؤية تحدثت عنا وساوت فيما بيننا حكومة وشعبًا. رؤية قدمت لنا من قبل قائد شاب، كان هو العلامة الفارقة في الرؤية الهادفة، فقد عرف كيف يخاطب عقول الشباب ويحاكي آمال المثقفين، ويلبي مطالب السياسيين. اعتمد الشفافية في طرح الأفكار الجديدة بكل ما تحمله من مصاعب ستواجهنا معًا وما سيعقبها من رغد لطالما بحثنا عنه. وكان معها الشدة التي تلزم لتحقيق خطة التغيير.

وما أن عُين سمو الأمير محمد بن سلمان بمنصب ولي العهد في يونيو 2017، أي بعد عام من إعلانه للرؤية حتى تغير ما يردده الشعب ليكون بكل ثقة: القادم أجمل..
وخلال عامه الأول كولي للعهد عاشت المملكة عامها الأول من التغيير الذي أحدث أثرًا وصدى داخليًا وعربيًا وعالميًا. تغييرات أتبعها تسليط الأضواء على دولتنا وما يجري فيها ليس كجانب إرهابي كما كان يُشاع، وإنما كجانب تنموي تطويري حقوقي.

بدأ سمو الأمير محمد بن سلمان مشواره كولي للعهد، وكان مصممًا على تحقيق النموذج الفريد للدولة والشعب، أخذًا في اعتباره أن النموذجية التي نرغب بها تحمل صيغة الديمومة وليست اللحظية، فهي ما يكفل نقل الدولة من الواقع البسيط إلى المستقبل الواعد.
كان شفافًا حين أعلن أن هناك قرارات صعبة ستتخذ من أجل مستقبل أفضل. كان صريحًا عندما عبر عن رؤية الحاضر للمستقبل، كان واثقًا من شبابنا وهو يعلن عن مشاريعه التنموية. أظهر بالإضافة إلى الثقة في شباب المستقبل حماسًا كبيرًا في إكسابهم المهارات اللازمة. مع العزم على تطوير القطاعات الصحية والتعليمية بكل الوسائل الممكنة.

وخلال عامه الأول كولي للعهد أظهر سموه للعالم أنه القائد المختلف الذي ظهر في فترة كان لزامًا معها مواجهة العالم بصيغة جديدة. ورسم في أعين الشعب صورة القائد الذي يضمن لهم التقدم للأمام. تلك الصورة التي أظهرت صفات القائد في عدة مواقف شاهدناها ولمسناها، ومنها:
1- الدقّة والتنظيم والتخطيط: وتجلت في إيجاد هدف للدولة تعمل على تحقيقه خلال فترة زمنية معينة؛ وذلك من خلال برامج تنفيذية خلال الفترة المحددة. فإعلان رؤية المملكة 2030 وما يلحقها من برامج ومكاتب تحقيق الرؤية أكبر دليل وإثبات لهذه الصفة.

2- اتّخاذ القرار: حيث تم اتخاذ القرار في عدة أمور علقت لسنوات من عمر الشعب مثل: قيادة المرأة، نظام التحرش، الاستثمار الأجنبي في المملكة، وبعض الأنظمة التي كانت عائقًا في مسيرة التطور والنمو.

3- التأثير في الآخرين: لدى سموه قدرة على ترك أثر فيمن حوله. كان ذلك جليًا منذ لقائه الأول مع الإعلامي تركي الدخيل على قناة “العربية”. وعندما حل ضيفًا على الإعلامي داود الشريان على قناة “mbc”. بعد مرور عام على مقابلته الأولى. ثم كلمته في افتتاح مشروع نيوم التي تداولها القاصي والداني، وكانت على درجة من البساطة التي اخترقت بها قلوب الجميع، والعمق الذي يحوي الهدف الذي لن يردع. وفي كل مرة يتحلى بإطلالة القائد الذي يتعلق به شعبه.

4- التحفيز: ركز سموه في جميع أحاديثه وتنفيذ مشاريعه على شريحة الشباب (ذكورًا وإناثًا) مؤكدًا أنهم هم الثروة التي تحتاجها الدولة للنهوض، ومن هنا كان التحفيز بالاهتمام بهم وتوفير ما يكفل تدريبهم وصقل مهاراتهم والاستفادة منهم بإشراكهم في عجلة التنمية.

5- الثّقة الكبيرة بما لديه من قدرات وإمكانيّات ومبادئ: وهذا جزء التأثير الذي تركه سموه على شعبه وعلى الحكومات والشعوب الأخرى فثقته بأفكاره ومبادئه، وكيفية تحقيقها وثقته في شعبه الذي سيساهم معه في التحقيق هو ما جعله قائد المستقبل.

6- التّفويض: وكان ذلك جليًا في التعيينات التي بدا واضحًا دقة اختيارهم من خلال التغييرات التي حدثت على عدة أصعدة مثل اختيار الأستاذ داود الشريان كرئيسًا لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وكذلك تعيين المستشار تركي أل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، مع تفويضهم بالصلاحيات اللازمة ومنحهم السلطات التي تلزم لتحقيق الخطة المرسومة ودعمهم ماليًا ومعنويًا.

7- الثّقافة: يتمتع سموه بثقافة عالية اتضحت من خلال مقابلاته وردوده على أسئلة الصحفيين التي وجهت لسموه أثناء جولته الرسمية على عدة دول، فقد كانت إجابته تنم عن وعي وثّقافة، وسرعة بديهة تصدم المستمع.

8- القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات: وكانت مثبتة من خلال القرارات العديدة لمشاكل كانت عبارة عن ملفات شائكة في الأدراج أو الأرشيف لسنين طويلة فقدنا الأمل في تحقيقها.
ولا زال هناك المزيد فبعد العام الأول من ولاية سموه، يتجدد الأمل في العام القادم، ولا زال الشعب يردد القادم أجمل. نعم القادم أجمل مع القيادة الشابة المتطلعة، أثبتت ليس بالحديث، وإنما بالأفعال بأنها مع الشعب وللشعب وبالشعب ستكون.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button