لَا نَهتم بمَن حَولنا ، ولَا نحِس بوجُود مَن يرعَانا ، ولَا نَعطي لليَوم أهَميه ، ولَا نُدرك ضيَاع الغَالي الثمِين إلَا بَعد فوَات الأوَان .
وقَد أقتَرب مَوعِد الفرَاق لشهَر ينْعم فِيه الله علينا بالخَير العظِيم ، ومَا هِي إلَا سَاعات قلَائل ويَفل الشَهر العَزيز شَهر الخَير والبركَات ، شَهر الغفرَان والحسنَات مودعنَا عَلى أمَل اللقَاء بِه العَام القَادم بإذنْ الله تعَالى .
نَعم ؛ شَهر رمَضان المبَارك سَيعود أعوَام عدِيده ، وأزمِنة مَديده بخيْره الوفِير الذِي يُكرم المَولى بِه خَلقه لينْهلوا مِنه أثمَن الحسنَات .
ولكِن مَن منَّا سَيدركه العَام القَادم ، فالأعمَار لَا يَعلم آجَالها غَير خالقهَا .
فهنِيئآ لمَن أدرَك رمضَان هَذا العَام ، وأستَثمر أيَامه وليَاليه وكُل ثانِية فِيه وجَنا مِنه الخَير الوفِير مِن حسنَاته التِي يتمَيز بهَا عَن بَاقي الشهُور .
اليَوم هنَاك مَن يبْكي عَلى فِراقه بِحرقه وألَم لصَحوته مِن غفلتِه بَعد أنْ قَارب الشَهر الفضِيل عَلى الرَحيل وضيَاع خَيره الوفِير ، رَاجيآ مِن الله العَفو والغفرَان .
وهنَاك مَن يبْكي عَلى رحِيله لتعَوده عَلى مَا فِيه مِن عبَادات وطاعَات .
وفَرق بَين دَمعة هَذا ودَمعة وذاكْ .
يَا رب : سَلمتنا رمضَان ونحْن فِي أحسَن حَال ، واليَوم نسَلمك رمضَان فتقبَل مِنا يا الله صِيامه وقيَامه ، وأغفِر لنَا مَا قَد بَدر مِنا مِن زلَات وهفوَات ونَقص فِي الطَاعه والعبَادات .
رمَضان يَا غنِيمة العُقلاء : فِيك النفُوس تتغَير للأفضَل ، وتسمُو الأخلَاق وترتقِي .
فلنحَافظ عَلى ذلِك التغْيير الإيجَابي فِي نفوسنَا وعَاداتنا وسلوكنَا لنَسعد فِي قَادم الأيَام .
لَك الحَمد يا الله أنْ بَلغتنَا فرصَة العَام شَهر رمَضان ، ومَننتّ عَلينا بتمَامه فأكتبنّا مِن عتقائِه يَا رحمَن يَا رحِيم .
كل عام وأنتم بخير
0