من صفات القائد الناجح هو أن يكون ملهمًا واقعيًا يستطيع أن يتعامل مع مايحيط به من ظروف وعقبات، ويشحذ همم التابعين من أجل الحصول على نتيجة أفضل بل ويكون هو جزءًا من المنظومة سواء حقق النجاح أو الفشل، وهذا هو الفارق بين القائد والمدير الذي ينفذ الأوامر التي تأتيه من السلطة الأعلى، ويجير النجاح لنفسه ويرمي بالفشل على غيره كما حصل من رئيس اتحاد كرة القدم الدكتور عادل عزت الذي عاصرته منذ بداية انتخابات اتحاد كرة القدم، وحضرت له عدة لقاءات للترويج لحملته الانتخابية المليئة بالأحلام وعدم الواقعية، والتي تنم عن عدم دراية كاملة بواقع الأندية الرياضية وحالها الصعب جدًا، ولا يوجد لوم عليه فهو لم يكن قريبًا من الأندية إلا في مرحلة الناشئين على حد قوله، وهذه الخلفية غير كافية لشخص سيتولى منصب لقيادة منظومة كرة القدم؛ حيث شطح عزت بوعوده كثيرًا، والتي منها احتراف كامل للحكام ودعم كبير بخاصة لأندية الثالثة والثانية وغيرها، وحتى يومنا هذا ومع تغير المنظومة الرياضية بنسبة كبيرة لم يحقق مانسبته ٥% من وعوده، وها هو يطل علينا بعد غياب طويل بتصريح يؤكد فيه أنه كان بعيدًا كل البعد في فكره عن المنظومة الرياضية عندما حمّل عددًا من اللاعبين مسؤولية الخسارة الثقيلة من روسيا متناسيًا أن كرة القدم منظومة متكاملة إداريًا وفنيًا وتكتيكيًا فلا يمكن أن تفصل أي جزء عن الآخر وإلا ستكون العواقب لا تسر عدو ولا صديق، كما تناسى عزت بأنه وبالرغم من صعوبة المهمة إلا أن الأمل موجود لأن لا مستحيل في كرة القدم، لذا بقي على عادل عزت أن يمارس دور القائد لا دور المدير وذلك ببث روح التفاؤل وازدياد حجم المسؤولية ومضاعفة الجهود للخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر لا العكس، فقد بث روح الإحباط ورفع عصى المحاسبة قبل الانتهاء من المهمة التي حكم على نتائجها قبل نهايتها، ولو أثر السكوت لكان أهون بكثير من الكلام، نحتاج القادة الملهمين المضحين بمصالحهم الشخصية من أجل مصلحة وطن وهم كثر، ولكن لم تشاء الظروف أن تكون لهم كلمة في خارطة الرياضة السعودية، أخيرًا أقول إن إدارة الشركات تختلف بشكل جذري عن إدارة المنظمات الرياضية، فلا يمكن أن تتعامل مع الآلات، كما تتعامل مع البشر والمشاعر، ولكن كما يُقال فاقد الشيء لايعطيه وإن أعطاه هدمه.
1
اذا طاحت البقرة تكالب عليها الجزارون . يا اخوان … ارحموا عزيز قوم زل .