دائمًا هذا الرجل إذا تحدث بموضوع يثريه بشموله لكل جوانب الموضوع، ويكون مقنعًا بكلامه مستشهدًا بالأدلة والحجج والبراهين، مما لا يدع لمن يعترضه مجالًا للرد أو سببًا للاعتراض.
سعادة السفير السعودي لدى اليمن الأستاذ القدير محمد آل جابر، عندما اجتمع بسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، قال إن تحرير مدينة الحديدة ومينائها هو تحرير للعمل الإغاثي الإنساني من قبضة جماعة الحوثي وإرهابها، والتي استخدمت الميناء لخدمة مصالحها وتهريب السلاح وإطالة الحرب وإفقار وتجويع الشعب اليمني … وقال أيضًا إنه فور تحرير ميناء الحديدة سيتم إيصال المواد الغذائية والإغاثية إلى كافة مناطق اليمن.
من خلال هذا الكلام نجد أن سعادة السفير المحنك المخضرم وضح عدة جوانب سأذكر منها خمسة جوانب هامة.
الجانب الأول: الهدف من تحرير ميناء الحديدة هو هدف إنساني بحت من أجل إنقاذ الشعب اليمني من الأوضاع المتردية المأساوية التي يعيشها بسبب قبضة جماعة الحوثي على المساعدات والإغاثات ومصادرتها لحسابها الخاص، وهو الأمر الذي تجده عيانًا بيانًا في الواقع، فميليشيات الحوثي تقبض كل المساعدات والإغاثات الكبيرة الواصلة للميناء وتحرم الناس منها وتبيعها للتجار وفي الأسواق، ولو كانت الميليشيات تعطي تلك المساعدات الإغاثية الكبيرة للشعب اليمني لما وجدنا أي جائع أو أي معاناة كون تلك المساعدات الكبيرة كفيلة بسد رمق كل اليمنيين وإيجاد الغذاء والدواء في كل منزل بشكل كافٍ، وبشكل يومي دائم ومستمر.
الجانب الثاني: وضح سعادة السفير الاستخدام السيئ لميناء الحديدة الذي تقوم به جماعة الحوثي، من خلال استخدامه كممر بحري لتهريب الأسلحة وجلب الموت لليمنيين والدمار لليمن، أي أن ميليشيات الحوثي لم تستخدم الميناء منفذًا للعمل الإنساني ليحيا الناس وإنما منفذًا للإرهاب لقتل اليمنيين.
الجانب الثالث: كشف سعادة السفير عن سياسة جماعة الحوثي القذرة التي تسعى لتجويع الشعب اليمني، وهو الأمر الحاصل في واقع اليمنيين، والدليل الأكبر أن محافظة الحديدة التي يقع فيها الميناء هي أكبر المناطق التي تعاني من المجاعة وجماعة الحوثي تتعمد قطع المساعدات عنهم ووصول الإغاثات إليهم، ولعلي أتذكر عندما حصلت المجاعة في منطقة التحيتا القريبة من مدينة الحديدة ومينائها، قامت إحدى الجمعيات الخيرية في إب بتسيير قافلة كبيرة من الغذاء، ولكن جماعة الحوثي اعترضتها وصادرتها لحسابها ومنعت وصولها للأهالي المتضررين.. وهكذا تفعل جماعة الحوثي مع بقية المناطق اليمنية.
الجانب الرابع: وضح سعادة السفير أن دول التحالف العربي متعهدة وملتزمة بإيصال المساعدات الإنسانية لكل مناطق اليمن فور تحرير مدينة الحديدة ومينائها، وهذا ما يكشف عن إدراك المسؤولية الملقاة على عاتقها والاستخدام الأمثل للميناء الإيجابي والنبيل.
الجانب الخامس: لم يدع سعادة السفير مجالًا لمن يعترض على تحرير الحديدة ومينائها، كون من يعترض سيكون واحدًا من اثنين، إما أن يكون ضد العمل الإنساني، أو أن يكون إرهابيًا، أو أن يكون الاثنين معا إرهابيًا وضد العمل الإنساني !!