عامٌ مضى من سرعته كالحلم، كبرقٍ لاح في أفق رحيب، كُنّا فيه على عُجالة من الوقت نتسابق وعقارب الساعة ومُرشدنا يمتلك عقلًا واعيًا حملنا معه على جناح الأمل والطموح بهمّته المحلِّقة فوق الغمام وتطلّعاته التي تُعانق المجد، بنظرته العميقة ورؤيته الأعمق اختصر كل الكلام في كلمتين (طموح الشباب)، يفور في عروقه دم الشباب الطَموح وقوة العقل الرصين، آماله أكبر من عمره وهو أكبر من كل التحديات والعقبات، إنه ولي العهد محمد بن سلمان – حفظه الله – شبل ابن أسد حفيد لضرغام، قبل عام بايعناه على السمع والطاعة بيعة مستمرة متجددة في كل عام.
والآن عام مر بنا منذ تلك المُبايعة قُلبت فيه كل المفاهيم بسرعة تفوق الخيال بين تمكين وتوطين واعتدال ووسطية وفيه اضمحلت التحزّبات والمسميات، وذابت الفوارق وتساوت الطبقات في الحقوق والعقوبات، إنجازاته وتحركاته في هذا العام جعلته في مصاف أولى الشخصيات المؤثرة عالميًا بشهادة أعدائه قبل من والاه، رجل طَموح مُلهم حركته السريعة ولمحاته الثاقبة، وعمله الدؤوب يجعل النفس تخجل -إن تقاعست يومًا- ولم تجاريه هذا السباق.
في عام واحد رسم سعودية جديدة ووضع الحلول لكل المشاكل التي واجهها المجتمع ووعد بالتنفيذ الجاد، وبأن طموحه سيبتلع كل هذه المشاكل في مُقبل الأيام، فأعاد الأمل لبعض القلوب اليائسة، هذا الشاب المُستنير المُتقد الذهن قَهَر التطرف بكل أنواعه واجتث الفساد وفضح أنظمة الأعداء وكشف الأوراق المخفية بكل شفافية، جعل للمواطن رأيًا مسموعًا ومؤثرًا تجاه ما يصادفه حوله من شبهات ودسائس، سار على نهج والده فقوّى عُرى التواصل بين الشعب والحكومة، فأصبحت أضواء العالم كله مسلّطة عليه وعلى خطواته، ويُضرب لرأيه ألف حِساب وحِساب.
جعل شعاره (طموحنا عنان السماء ولا سقف لحدوده)، رسم لنا مكانًا فوق هام السُحب لاشك -بإذن الله- بالغيه، كانت تصريحاته البليغة والواثقة أشبه برصاص أصاب الحُساد والأعداء في مقتل، وبمثابة مقولات خالدة سيُخلدها التاريخ من قوّتها وحماستها ومنبعها الوطني؛ ولأنها انبعثت من رؤية استندت على مكامن القوة التي رآها حينما قال: (ثروتنا الأولى التي لا تُعادلها ثروة مهما بلغت، شعب طَموح مُعظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلنا بعون الله) و(بسواعد أبنائه سيُفاجئ هذا الوطن العالم من جديد) عندها بث التفاؤل في الأرواح المُجهدة وشحذ الهمم المُحبَطة، وأشعل بريق الأمل في أعيُّن السنين المُغمضة، مهما ذكرتُ ستخونني أحرفي وتتقزم الكلمات أمام عملاق الشباب، صانع النهضة ومجدّد الحياة.
في عامه الأول أصبح يُطلق على المملكة وبكل فخر (السعودية العظمى) فكيف بالقادم الأجمل ؟!
حتمًا ستكون لنا الريادة وكلمة السيادة في العالم، وهانحن من الآن نتسيّدها ونُدير بكل حزم دفّة السفن في الأبحُر السبعة، وكل قول يدور ينتهي لدى عزمنا بالقول الفصل.
خُلاصة الولاء:
دوره قد اتضح ورؤيته قُرأت بكل شفافية وبصماته وُضعت في كل الميادين وبدأت الخطوات الأولية للتنفيذ، بقي دورنا نحن كشعب يُحب هذا الوطن ويهتم لأمره يجب أن لا ننساق خلف المُرجفين وخفافيش الظلام وعُشاق جلد الذات، بل أصبح لزامًا علينا أن نتأمل الخير في القادم ولا نكُن من المُحبِطين، ولا عونًا للعدو فنؤول الرؤية في الوسطية والتمكين والتطور لنخلط الحابل بالنابل وننساق خلف أبواق الشر، نحن سنبقى أمة تحكم بشرع الله، وثوابتها التي لن تتبدل -الدين ثم الوطن والمليك – وهذا ما يُميّزنا، وسنقف صفًا واحدًا وقلبًا واحدًا مع حكومتنا، بل ونضرب ضربة رجل واحد كل من يُحاول المساس بمقدساتنا وخصوصيتنا أو ذرة من تراب أرضنا، سنصمُد كالجبال الراسيات ضد أي دخيل وسنُخرس كل الأفواه ذات الأصوات الشاذّة التي تُنادي بخُبث المتلوّنين وتسعى لتفكيك الوحدة واللُحمة الوطنية.
بلدنا مُقبلة على خير أكثر مما هي فيه -بإذن الله- ثم بجهود ولاة أمرنا وتكاتفنا؛ وبالمُقابل سوف يكثر الأعداء السافرين والمقنّعين، لكن سنبقى دومًا مع الدين والوطن حتى ما بعد الأخير كصورة حتمية من صور الشكر لله تعالى على هذه النعم.
حفظ الله ولاة أمرنا وأطال في أعمارهم وسدد – في رضاه ولما فيه صالح للوطن والمواطن- خطاهم، وثبتنا وإياهم على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.