المقالات

اللبيب بالإشارة يفهم

لو اجتهد كل منا فيما حٌمل أمانته، وانصرف عن بذل الجهد والوقت في النقد الهادم؛ لوصلنا لأهدافنا وتطلعاتنا بدقة وجودة عالية، وبزمن قياسي.
ولو أن كل مسؤول وضع النقد الهادم في سلة المهملات وحدد قيمته “صفر”، ولا ينشغل بما يُكتب عنه إذا كان نقدهم للإساءة والاستهزاء فحتمًا سيحقق أهدافه.

وللأسف هناك خلط لدى العامة بين مفهوم النقد الهادم والهادف، والذي دائمًا مايكون مبنيًا على وجود بدائل وحلول عملية، وبين تقديم وجهة النظر من جانب خبرة أو من دواعي الجدل والتطفل، وكذلك علينا فهم فلسفة الرأي التي تنقسم إلى نوعين ردة الفعل كانطباع شخصي أو عندما تكون من باب خلفية معرفية. فعند الإخفاق لا يجب أن نهدم كل ما تم بناؤه. فإذا كانت هناك سلبيات عديدة فحتمًا الإيجابيات أكثر. لذلك يجب علينا تقديم النقد الهادف وليس الهادم؛
حيث إن مايؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس والفشل، والتوبيخ المتكرر و‏النقد الهادم و‏التجريح والتنقيص، وعدم احترام المشاعر.

‏النقد الهادم ينبع من الغضب والكراهية للشخصية المراد نقدها، ولا أساس له ولا هدف إلا تحطيم من أمامه بغرض الانتقام من هذا الشخص لسبب ما،
وفي الجانب الآخر نجد أن ‏النقد البناء لا يعني عداوة أو بغضاء، وإنما كلمة صدق في حق من بالفعل يستحقها، ‏حيث إن النقد البناء ثقافة حضارية تسهم في التطور والتنمية، حري أن تكون في جانبها الصحيح المثمر، وأن تكون بعيدة كل البعد عن السلبية الهادمة.

ولنضع في حساباتنا أن الفرق بين النقد البناء والهدام فارق بسيط جدًا قد لا يدركه البعض خلاصة الحديث نتفق بأن الفارق بين النوعين كبير، وأساس النقد البناء أن يكون في التقويم ويدفع الإنسان إلى التحسين والتطوير، أما النقد الهدام فيكون نابعًا من الحقد والحسد والغيرة التنافسية والكراهية
واللبيب بالإشارة يفهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى