أحمد حلبي

أين المواقف الإنسانية يامعالي الأمين ؟

حينما برزت فكرة استثمار مواقف السيارات بمكة المكرمة قبل عام ونيف، خرجت أمانة العاصمة المقدسة حينها مشيرة إلى أن الهدف الأساسي ليس الاستثمار المالي، إنما هو توظيف وترتيب للمواقف للقضاء على الأسلوب العشوائي بِمَا يخدم نسبة أعلى.

وما إن بدأت الفكرة تأخذ طريقها للتنفيذ حتى أصبحنا نرى الاستثمار المالي يغطي على كل جنبات الشوارع والطرقات، ومن ذهب إلى حي الغريزية وتحديدًا خلف سوق السلام والمنطقة المحيطة به؛ لوجد الضرر الذي لحق بسكان المنطقة بعد أن تحولت الشوارع والطرقات إلى مواقف للسيارات بالأجرة.

وبعيدًا عن هذه المنطقة وغيرها من المناطق أودّ أولًا أن أوجه شكري لمعالي أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد بن عبدالله القويحص ، الذي أكد منذ توليه قيادة الأمانة أنه جاء لخدمة المواطن والمقيم والزائر، وأن الأمانة وإن كانت خدماتها بلدية فهي إنسانية أولًا، وهذا ما لمسته شخصيًا من خلال اهتمام معاليه بما ينشر وينقل للقضاء على الظواهر السلبية.
ثم أقول يامعالي الأمين هل انتزعت المواقف الإنسانية من أمانة العاصمة المقدسة حتى أصبح هدفها ماديًا بحت ؟
أم أن للأمانة مواقفها الإنسانية في خدمة المجتمع

.
فإن كان هدف الأمانة ماديًا، فليس ثمة حاجة من نقل المعاناة وإظهار الأضرار التي تلحق بالبعض.
أما إن كان للأمانة مواقف إنسانية، فهنا أتوقف طارحًا معاناة المشيعين للمتوفين في مقابر المعلاة، فمواقف السيارات بالأجرة يجهل الكثير من المشيعين عملية التسجيل بأجهزتها، والحصول على مستندات الوقوف هذا أولًا.
أما ثانيًا فإن منسوبي الشركة المشغلة لا يمتلكون رأفة ولا رحمة، فإن انتهى الوقت ولو لدقائق حضر الونش وسحب السيارة.
وهنا أقول يامعالي الأمين إن كُنتُم لا تواسون أقارب المتوفين، ولا تقدرون الظروف التي يعيشونها فعليكم باستمرار جني الأموال، وسحب السيارات.
أما إن كنتم حريصين على راحة الجميع فإن الراحة تأتي من خلال وضع نظام خاص لمواقف السيارات بحيث يسمح لسيارات المشيعين بإيقاف سياراتهم دون أي مبلغ مالي لفترات محددة تبدأ من قبل الصلاة بنصف ساعة وتنتهي بعدها بساعة، أو وفق نظام تراه الأمانة على أن يتم سحب السيارة بالتنسيق مع المرور والتأكد من عدم وجود مشيعين داخل المقبرة، وبهذا تكون الأمانة قد أكدت حرصها على راحة الجميع وخدمتهم عمليًا لا لفظيًا، وأكدت أنها تملك من المواقف الإنسانية مالا يملكه اَي قطاع آخر.

Related Articles

3 Comments

  1. بوركت أبا صالح وقلمك وطني بنكهة سبايسي، لنقل معاناة المواطن والمقيم وزائري البلد الحرام، وهنا اسأل معاليه عن مقولة قديمة لا زلنا نعيشها ( البلدية بلاء وأذية )، فهل يستطيع معاليه بمقدمه أن يزيح ما تضمنته تلك المقولة؟ أكاد أشك في ذلك والأيام شاهد ودليل..

  2. بارك الله فيك وفي قلمك اخي احمد حلبي . نرجو من امين العاصمة المقدسة م محمد القويحص اتخاذ ما يلزم لرفع معاناة المواطنين من جور الشركة المشغلة للمواقف التي كانت محور مقال الاخ احمد حلبي , والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button