الوثيقة الرابعة:
وثيقة رقم(2/1ـ20) ورقمها في مجموعة الوثائق التركية (19584).
العنوان: رسالة إبراهيم باشا إلى والده والي مصر حول حصار قلعة الرس وصعوبة الاستيلاء عليها.
التاريخ: 12 شعبان 1232هـ.
جهة الإصدار: إبراهيم باشا خلال قيادة حملة الحجاز.
الصادر إليه: محمد علي باشا والي مصر.
الترجمة (يقول: في خلال الأيام التي كنت فيها أمام قلعة الرس كان لدي الكثير من الذخائر والقنابل؛ لأنني جهزت نفسي لكل ما يحتاجه هذا السفر دون نقص، ولكن بناء تلك القلعة المنحوسة كان متينًا ومستحكمًا من الأحجار الصغيرة وهي صعبة المُرتَقَى، وأن جدران الأبراج كانت 3 طبقات وكل طبقة تحتاج إلى 50/60 طلقة؛ ولذلك صرفت قنابل كثيرة. وقد يكون هذا سوء تدبير وأنا موقن بأن سيدي سيكدرني على هذا التدبير المخالف لرضاه، ولكن هذا الذي اقتضى وحصل. وقبل هذا طلبت مع أحد الأغوات ألفي قنبلة وإني الآن في أشد الاحتياج إلى كمية كبيرة من القنابل والمهمات. وعلى الأخص فإنكم على علم أن قائد المشاة في ينبع البحر باشر الأرناؤوطي الخائن بعد أن قتل محافظ الينبع سليم آغا. أولع النار في المهمات الموجودة في الينبع وهلك معها. ولا ريب بأنكم تفضلتم بترتيب ورود الذخائر والمهمات الكثير إلى ينبع. إنني منذ علمت بخبر مستودع الذخائر في ينبع أرسلت مع موفد من قبلي إلى حسن باشا في مكة أطلب أن يرسل إليّ من المهمات الحربية ما يكون زائدًا لديه مع أنني ألتمس الزيادة مما يرد. وعدًا ما التمسته فإنني بحاجة إلى إرسال قنابل كثيرة من وزن 7 (أقه) و 5 (أقه) وإلى كثير من الخرطوش. إن الاستيلاء على هذه القلعة الصعبة يتوقف على وجود عدد كثير من المشاة في حين أن ما لدي لا يعدو 1200 من المشاة. وإنني أرقب وصول كور سليمان آغا وسليمان الحاج علي آغا الواردين إلينا. غير أنني أرجو غيرهما من القادة والمشاة للإفادة منهم في محاصرة القلعة التي تتوقف على المشاة. وهؤلاء المشاة تتعطل بنادقهم وتبقى غير صالحة. وفي هذه الأطراف لا يمكن وجود كثير سلاح. إننا بعد الاستيلاء على هذه القلعة لابد لنا من تمضية بعض الوقت … وأنني ألتمس إرسال قدر من المال تفضلًا وإحسانًا. وإن مثل تلك القلاع يحتاج أخذها إلى ألغام. أرجو إرسال معلمين في الألغام. إنني أعجز عن إفادتكم بشأن صعوبة هذه القلعة المنحوسة. ولكن عند أخذها سأرسل لكم عينة من ترابها أرجو تأمين المهمات واللوازم وإرسالها).
وصف الوثيقة: الوثيقة صورة والأصل محفوظ في تركيا واللغة تركية والخط مقروء. الإثبات مؤكد بدليل وجود الأصول في عداد المحفوظات الرسمية.
المترجم والملخّص: محمد صبحي فرزات.
# نستخلص من الوثيقة ما يلي:
ـ أن إبراهيم باشا عندما وصل إلى بلدة الرس كان يحمل معه الكثير من القنابل والذخائر، وأنه قد جهّر نفسه بكل ما يحتاجه هذا السفر بدون نقص.
ـ يشهد الباشا بأن قلعة الرس (المنحوسة) متينة ومستحكمة من الأحجار الصغيرة والطين المتماسك.
ـ كما يشهد بأن قلعة الرس صعبة المرتقى، وأن جدران الأبراج عبارة عن ثلاث طبقات.
ـ أن كل طبقة من سور الرس تحتاج (50/60) طلقة من القنابل. وأن الباشا صرف قنابل كثيرة من أجل أن يخترق سور الرس، ولكنه عجز عن ذلك.
ـ أن الباشا يعترف لوالده بأن حصاره لبلدة الرس خطأ ارتكبه وهو تدبير سيئ منه، وأن والده سوف يلومه على تصرفه هذا المخالف لرضا والده. ولأن الرس ليست المقصود من الغارة.
ـ إن إبراهيم باشا ضرب الرس في وقت واحد بألفي قنبلة، ولكنها لم تؤثر على السور ولم تتمكن من فتح ثغرة فيه.
ـ إن حرق مستودع الذخائر الحربية في ينبع أصاب محمد علي باشا وابنه بكارثة أثّرت على مخزونه من القنابل والعتاد الحربي، وأنها قد تؤثر على مستقبل المهمة التي قدموا من أجلها إلى نجد.
ـ طلب إبراهيم باشا من والده إرسال قنابل كثيرة من وزن (7 أقه و 5 أقه) وكثير من العتاد الحربي، لأن ما أحضره معه لم يؤثر على قلعة الرس.
ـ إن إبراهيم باشا بدأ حصار الرس بعدد ألف ومائتي جندي فقط وعدد كبير من المدافع والقنابل وهذا كما يراه ليس بالكثير، وطلب من والده تزويده بعدد كثير من الجنود والعتاد والقنابل. والسبب كما يقول: إن الاستيلاء على قلعة الرس الصعبة يحتاج لعدد كثير من الجنود المشاة. وأقول: ألا يعلم إبراهيم باشا أن عدد رجال الرس الذين يتصدون له من داخل البلدة ثلاثمائة فقط.
ـ طلب إبراهيم باشا من والده دعمًا مكونًا من مجموعة من القادة للحرب ومعلمين في الألغام ومجموعة من الجنود المشاة، وطلب عددًا كبيرًا من الألغام ومبلغًا كافيًا من المال لأنه من بداية الحصار تبين له أن ما معه من الجنود والمال والقنابل لا يكفي للاستيلاء على الرس.
ـ إن إبراهيم باشا يقوم بين آونة وأخرى بالتعبير لوالده عن صعوبة قلعة الرس وأنه يصفها (المنحوسة).
ـ إبراهيم باشا يعد والده بأنه بعدما يستولي على الرس سوف يرسل له عينة من ترابها، وهي (الجمشة) من الطين الذي بنيت منه عروق جدران السور والقلاع. وفي ذلك قصة يرويها آباؤنا.