المقالات

وقفةٌ مع قيادة المرأة للسيارة

بحمد الله وفضله نحن نعيش في مجتمع متزن، هو معقل من معاقل الإسلام وواجهة حضارية.
والمرأة المسلمة عبر التاريخ أثبتت أنها أخت الرجال وبنت الرجال، وسليلة الأمجاد، وتاج الأزواج وقرة عيون الأباء ومربية الأبناء، والمرأة السعودية أنموذج تطور، ومنهج تحضر، ورائدة فكر وحضارة.
وصلت بالعلم إلى الفضاء، نالت من المناصب أعلاها ومن الشهادات أرقاها سادت بنات جيلها، وقادت بلادها إلى حضارة العلم والتطور بتربيتها وتوجيهها وبنائها الأشم.

المرأة السعودية أثبتت للعالم بأسره أنها قادرة أن تتميز، وأن تصل إلى مصاف الإبداع والتطور، لقد أثبتت المرأة السعودية تميزها في كافة التخصصات العلمية والأدبية والتطبيقية، فطرقت كل مجال، وتركت بصمة إبداع، فهي أديبة وطبيبة، وجراحة، وممرضة، ومهندسة، ومحامية، وعالمة، ومعلمة في الأمور الشرعية، ومخترعة حصلت على أعلى الشهادات والدرجات العلمية والجوائز العالمية والمناصب القيادية.

واليوم أصبحت قيادة المرأة للسيارة مطلبًا ضروريًا لكثير من أفراد المجتمع السعودي، فمن ينظر إلى كثير من البيوتات وجب عليه أن ينظر إليها بعين الإنصاف والحق والاتزان، البيوتات لها أسرار وكل أهل بيت لهم ظروف نجهلها وحقوق نعلمها.

نجهل ما يحويه وما يمر به، ولكن نعلم أن له حقوقًا كثيرة من بينها أن لا يمنعوا من كل مباح يسهل حياتهم، ولا يوجد نص شرعي على تحريمه، كم من امرأة لم تستطع القيام بمسؤولياتها عندما وجدت نفسها المسؤولة الأولى عن أسرتها، فهذا زوج مرابط على الحدود، وآخر أنهكه المرض، وثالث قابع في السجون، ورابع تخلى عن الحقوق وتوارى عن مسؤولياته ليس في عداد الأحياء فيرجى ولا في عداد الأموات فينعى، وكم من امرأة أرملة ومطلقة ووحيدة بلا ولي ولا عائل.
إن قيادة المرأة للسيارة حق من حقوقها المتأخرة كثيرًا، والذي آن الأوان أن ننظر إليه بعين الإنصاف والعدالة، أما وقد جاءها الإنصاف من ولاة أمرنا الذين لهم في قلوبنا كل طاعة وولاء وحب وتقدير، فيجب علينا أن نتواصى على التقوى والتلاحم مع القيادة مغبة شق الصف فشق عصا الطاعة فتنة أعظم ورزية أشد من سلبيات سواقة المرأة، تلك السلبيات المتوقعة والتي ستختفي بمجرد أن يعتاد الناس كما اختفت غيرها من السلبيات.

إن ولي الأمر نظر إلى الأمر ورجح المصلحة، وأخذ بالرأي، فرأى أن من المتحتم السماح للمرأة بقيادة السيارة، ولكنه لم يفرض القرار على الجميع، فكل ولي أمر يرجح المصلحة الداخلية في بيته، ويضبط الأمور ويمسك العصا من الوسط، فعليه أن يتعايش مع الواقع، وأن نرجع إلى كتاب الله وسنة نبيه في الولاية، والحكم، والطاعة، والولاء، والبيعة، وترجيح الأمور، ورأب الصدع، وجمع الكلمة، ونبذ الخلاف، والبعد عن تقسيم المجتمعات، وتصنيفها ومعاداة المعارض.
وفي الختام أقول إن قيادة المرأة السعودية للسيارة ماهي إلا تعزيزًا لثقتها بنفسها وثقة مجتمعها بها، ودافعًا إلى نجاحات جديدة جذورها ممتدة من سنين…

أنا أنا بنت العروبة… والإسلام
أنا السعودية ….شموخ وكرامة
أنا على صدر الزمن فخر ووسام
أخت الرَجُل …وأبقى لعزه علامة
أواكب النهضة في تحقيق الأحلام
والمجد ..يخضع لي بذروة سنامه
الطُهر والعفة على مر …..الأيام
تبقى الحجاب ومنهج الاستقام
ة

Related Articles

4 Comments

  1. خير من كتب و تكلم عن حق المرأة .بطريقة عقلانية ومنطقية . دون تجريح بأحد او انقاص بحق أحد ..
    وننتظر منك المزيد ..والمزيد

    احسنتي واجدتي أ.د خديجة . لافض فوكِ ?

  2. ما شاء الله تبارك الله إبداع في طرح الموضوع و إنصاف بالكلمة جزى الله خيراً من كتب هذا الموضوع والحمد لله نحن نعيش بدولة العدل مهبط الوحي منبع الرسالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button