حدثني أحد الأصدقاء قبل فترة بسيطة ويعد بالمناسبة ذو رؤية متميزة في الوجبات الغذائية بحكم الممارسة عن رداءة اللحوم الحمراء والبيضاء على حد سواء في بعض الفنادق والمطاعم الفخمة فضلا عن المتوسطة والشعبية .. بالإضافة إلي المأكولات البحرية، وأكد لي هذا من خلال الاطلاع على بعضها، ولو سمح له التعامل المباشر مع معظمها لأكد الحقيقة كاملة ..!! حيث أن اللحوم تأتي من دول مختلفة بأرخص الأثمان ومن ثم تجمد لفترة في فريزرات تفقدها الكثير من صفاتها الحيوية، ويتم تلافي ذلك فيما بعد بإضافة النكهات من بهارات وصبغات وغيرها ؛ لتعطي طعما مختلفا عن الطعم الحقيقي ! ومابين مصدق وغير مصدق عما سمعته..انتشرت مؤخرا صرخات أشبه بالاستغاثة. وهي تغريدات صريحة لشاب سعودي عن هذه الحقيقة المؤلمة؛ لتعيد لي الفكرة السابقة لصديقي .
يقول المغرد عمر – إن صح الاسم – عبر تغريدات متتالية في تويتر تفصح عن جرائم أليمة في حق المستهلك وبعد التعمق في التفاصيل عن بعض المطاعم المعروفة وغيرها : ” انا أتعامل مع 800 مطعم بالرياض وأعرف أغلب مدراء المطاعم ومنهم من يأخذ عمولة، ومنهم من لا يأخذ، ومنهم من يستخدم لحوم فاسدة، ومنهم لا يستخدم. أنا مستعد أن أجيب على أي استفسار عن أي مواد يستخدمها أي مطعم سبق لي التعامل معهم سترون مطاعم خمس نجوم تستخدم لحوم فاسدة ….!! ” وهذا بطبيعة الحال على مستوى المطاعم المنتشرة في الأماكن العامة، ولن يكون هناك اختلاف كبير عن المطاعم داخل الفنادق بمختلف درجاتها؛ لتشابه الطريقة! وهنا في هذه التغريدات تكفل هذا الشاب الشجاع بفضح المستفيدين في المطاعم فمن يعلق الجرس؛ لفضح الفنادق أيضا !؟
إن مايجب على الجهات الحكومية المختصة من الشؤون البلدية وحماية المستهلك، وهيئة مكافحة الفساد”نزاهة”، وغيرها من الجهات ذات العلاقة الكشف عن هذه الجرائم الصحية بحق المواطن والمقيم بالتعاون المثمر مع هذا الشاب المخلص وغيره من المخلصين وقبل أن يفصل من عمله الحالي هذا إذا لم يفصل بالغعل..!! فيكفي سنوات كثيرة والمجتمع
يتحدث عن مثل هذه المشاكل الصحية ولكن لم تكن ردود الفعل على مستوى الحدث .. سوى بعض الحملات البلدية العشوائية المؤقتة . والمفترض حملة وطنية موسعة تتناغم مع القرار الملكي القاضي بمكافحة الفساد وبلا هوادة.. ولاتغفل أبدا في هذه الحملة الوطنية الفنادق ذات النجوم الفارهة.. فقدحلقت كثيرا خارج السرب ..!! فلعلنا نرى قريبا إصلاحات قريبة في هذا المجال .