المقالات

اللبيب بالإشارة يفهم

نتحدث أحيانًا في حماسٍ شديد عما لانعرفه؛ ليتظاهر البعض أمام الناس بالكثير وهو أساسًا لايعرف إلا القليل، وهو يتيقن تمامًا بينه وبين نفسه بأنه فقير في المعرفة. بمعنى آخر تجد البعض يلخص شيئًا قرأه، ويدعي تأليفه وابتكاره، وياللأسف ضاعت فوارق المعالم بين من يعلم ومن لايعلم.

في زمن ليس بالبعيد كان الأبناء ينتظرون دخول والدهم عليهم بكل لهفة؛ ليسرد لهم مايدور في العالم الخارجي، واليوم انقلب الحال فتجد الكل يهرف بما يعرف ومالا يعرف ولايمنع أن يضع بعض البهارات في أي موضوع يحتد النقاش فيه ليس لشيء، ولكن ليلفت الأنظار إليه والبعض تجده يتحين الفرصة، ويستغلها وقد حفظ له كلمتين وغنى عليها بصوت عالٍ، وجهوري ولايعلم أنه مكشوف وهو آخر من يعلم أمام الجميع.

لكن يضرب معه الحظ فيما راهن عليه؛ لأن صاحب الجلسة، وضعه عنصرًا رئيسيًا في مجلسه ليس هذا فقط، بل إنه أصبح يضرب به المثل أمام من يعرفون حقيقته أنه (فارغ ذهنيًا)، والمفاجأة سرعان ماينكشف مع مرور الوقت، وتتضح حقيقته
عندها يردد صاحب الجلسة للجميع، بأنه اكتشف حقيقته ويتأسف على حكمه الفاشل على (المقلب) الذي شربه من أول لقاء، وحكم بأنه نابغة زمانه، وأن البقية لم يصلوا إلى مستواه في الفهم والدراية والحكمة والعلم.

هنا لاينفع التبرير ولايقبل الاعتذار، هذا -إن وجد- نفسه لايزال في صدر المجلس ولم يخسر مكانه بسبب تقييمه للشخصيات من خلال التنظير وإعجابه بأقوالهم (وفهلوتهم) دون التأكد، وتجربتهم الفعلية، والعملية بما لديهم من قدرات لما يرددون: “واللبيب بالإشارة يفهم”.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ي مكثرهم ي دكتور ف حياتنا اليومية

    طرح راقي بمعنى الكلمة

    لا عدمناك دكتورنا الغالي

  2. ماشاءالله عليك يادكتور (علي الزهراني) ربي يزيدك من نعيمه وينفع بك البلاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى