توقف برنامج الحصن الياباني ولعبة المتاهة التفاعلية ” اسكيب رياليتي من الشاشة وتذكرته وأنا أراجع بإحدى قريباتي بعد عيد الفطربعد اتجهت بها للمستشفى الذي كان يوما ما أحد أبرز خمس مستشفيات أنشئت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد – يرحمه الله – إذ قام مقام برنامج الحصن وأنا ألج بسيارتي باتجاه الدخول للطواريء بمستشفى الملك فهد بالباحة من بدايته المعكوسة مرورا بمطلع الطواريء المخنوق بأرصفة وخشبة وبعض معوقات السير والطريق الضيق أصلا الذي تم تقسيمه لقسمين ذهابا وإيابا كما هي العادة لبعض شوارع الباحة لتأخذ اتجاهين حتى لو لم تكن مهيأة للتقسيم وانتهاء بالدوار الذي أنشيء في أعلى المطلع بمواقف السيارات الذي تم حجزه بسلسلة ومخصص لعدد من السيارات ربما الخاصة لبعض منسوبي الطواريء حتى لا يحمل قدميه ما لا تطيق لو اتجه لعمله سيرا على الأقدام !! وعودة لنفس الاتجاه للبحث عن موقف خارج ميدان التوزيع الغربي هذا التعديل الذي خنق الطريق والمارين به مترجلين بشكل يوحي لك بأنك لست في مكان للطواريء وإنما في مكان لاستخراج رخصة قيادة نقل عام بدليل الألوان التي اكتسبتها بردورات الرصيف من سحل كفرات السيارات وهي تنوي الخروج بسبب ضيق المكان وأنت تتنفس الصعداء بعد عودتك من حول الدوار الذي يعبر عن صندوق مراقبة والذي لا أعلم سر وجوده ولماذا أنشيء في الأصل .
وحتى لا يقال النقد سهل لكن هات الحل ؟ فالحل بسيط جدا يتمثل في إعادته كما كان مع إنشاء لسان أسمنت من جنوب شرق بامتداد الطريق نفسه ليتم استقبال المريض وإنزاله من السيارة ومن ثم يتجه للطواريء والسيارة تواصل سيرها للبحث عن موقف دون التحويص الحاصل المصحوب بصياح السكوريتيه بقولهم بسرعة اطلع لا تتوقف لا تتأخر وووالخ وبهذا نعيد لهذا اللسان الذي يؤدي للطواري ولذلك الموقف مكانته التي أنشيء من أجله عندما بني المستشفى قبل ما يقرب من أربعين عاما ولا نخضعه لاجتهادات مسؤول مقيم ولا حتى غيره فأهل مكة أدرى بشعابها كما يقال ومن خطط لبناء المستشفى بالتأكيد كان لديه حس بالحاجة التي يترتب عليها هذا الموقع بالذات لارتباطه بعبارة طواريء وما تعنيه الكلمة وإن كان الأمر يحتاج لتطوير لاختلاف الزمنين بين زمن الإنشاء وزمننا الآنولكني متفائل ومتأكد من أن المدير العام لهذا المستشفى الأخ عايض الغامدي يبحث عن كل سلبية ليحل مكانها بالإيجابة ليس إرضاء لمكتشفها بقدر ما هو إرضاء لضميره باعتباره أحد الكفاءات الوطنية الإدارية المشهود له بالنقاء !!.
طبعا مواقف الإسعاف في زمارة رقبة الطواريء لا يدل على اختيار مناسب لموقفها هذا لأنها تشكل لقمة خانوق في هذا المدخل الذي يجب أن يكون واضحا وخال من السيارات باعتبارها سيارات إسعاف تأتي بالمرضى من مواقع تواجدهم سواء من مراكز رعاية صحية أو من المنازل أو من مواقع الحوادث المرورية وما يتعلق بأعمال الإسعافات الناقلة تستوجب التنزيل أو التحميل والاتجاه مباشرة دون العودة من نفس الطريق للخروج وأن وجودها في هذا المكان لا قيمة له بل تشكل منظر غير صحي ولا حاجة للطواريء بها وبالإمكان يكون لها موقع آخر قريب ويمكن طلبها وإحضارها في لمح البصر متى دعت لذلك الحاجة .
أقترح أن يتم إخلاء الموقف الغربي تماما من سيارات المراجعين والزائرين والزوار وأن يتم تنظيمه ليبقى لسيارات الإسعاف ولسيارات القادمين بمرضى للطواريء دخولا وخروجا في الحال وأن يتم استبعاد كل ما يعيق هذا التعديل وأن تبقى السيارات بوجه عام خارج هذا المكان حتى يبقى تحت أهبة الإستعداد لأي طاريء لا سمح الله وأن يعاد تنظيم هذا الموقع بما في ذلك الدخول للمواقف الغربية المحاذية للطريق المؤدي للطواريء من الشارع بعدم الاتجاه منه بالسيارات نحو الطواريء ويبقى الخروج منه بمحاذاة الشارع الغربي القادم من الطريق السياحي باتجاه الطواريء وما حوله .
نعود لمدخل الطواريء وموقع استقبال المرضى الذي لم يكن أحسن حظا ولا بحالة جيدة بجناحيه الأيمن والأيسر ومكاتب استقبال الحالات وتسجيلها تمهيدا للدخول فهو مكان ضيق جدا لا يتسع لعدد الحالات لو زادت عن عدد أصابع اليد الواحدة فضلا عن عدم وجود مكان لانتظار الرجال وكذا النساء عدا مكان ضيق للنساء بجوار تسجيل المرضى والمكان بوجه عام ضيق المساحة سيء التوزيع بما في ذلك غرفة تجهيز المريض وفحصه قبل الدخول لغرف الطواريء والتي أشبهها بغرف المتاهة التي أشرت لها في بداية المقال وبخاصة في طواريء الأطفال وطواريء النساء وهذا موضوع يحتاج لمقال قادم مستقل من حيث ممراته ونقطة توزيع المرضى ونظام متابعة المريضة من قبل مرافقها ومساحات الغرف ومكان الانتظار مع بعض الملاحظات الأخرى عن مرافق المستشفى وبرجه الطبي والتي نهديها لإدارة المستشفى التي أجزم بأنها ستتفاعل مع أي نقد بناء يهدف لخدمة أرقى للمرضى والمراجعين ويعكس الصورة المثلى التي يجب أن تكون عليه مثل هذه المشاريع التي أنفق عليها مئات الملايين إنشاء وتجهيزا وإلى المقال القادم نودعكم والله من وراء القصد .
تلويحة وداع :
يقول المثل : ما حك جلدك مثل ظفرك . وأنا أقول مستشفى الملك فهد مليء بالقدرات المؤهلة السعودية الإدارية والهندسية والطبية التي هي أعرف بشعاب مكة أتمنى أجد للطواريء مديرا من هذه الكفاءات دون الإقلال من شأن القائم عليها الآن ولكن يجب ألا ننسى رؤية 2030 .
د. عبد الله غريب – كاتب صحفي