يتبادر إلى أذهان بعض المراهقين والانفتاحيين والسذج أن القرارات الإصلاحية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين ۔يحفظه الله۔ في الآونة الأخيرة تهدف إلى الانحلال والانفتاح، ولم يتبادر إلى أذهان هؤلاء أن هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه ومن خَلَفه من أبنائه – وهي تدعو إلى الوسطية والاعتدال في كل شيء تأسيًا بما سار عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسلفه الصالح دون إفراط أو تفريط.
دفعني إلى هذه المقدمة ما لاحظته أنا وغيري من المراقبين من ظواهر سلبية طَفَتْ على السطح منذ تاريخ ١٠/ ١٠ / ١٤٣٩ هـ -ذلك التاريخ المجيد-الذي كنا ننتظره بشغف لما فيه من خير للمرأة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام إلا أننا تفاجأنا ببعض الأخلاقيات التي لا تنم لمجتمعنا بصلة؛ وكأننا كنا معزولين عن العالم ولا نعرف من الحضارة شيئًا يذكر ، ولا أدلّ على ذلك مما شاهدناه على شبكات التواصل الاجتماعي من خروج عن المألوف من بعض النساء أثناء قيادتهن السيارات رغم ما سبق القرار من تعليمات تؤكد احترام الأنظمة والتعليمات وتشدد على المحافظة على عادات وتقاليد البلد وقيمه وثوابته.
في المقابل سمعنا عن بعض المتشددين -هداهم الله – سخرية بالنساء اللاتي يعتزمن قيادة السيارات وتهديد من البعض لهن٬ وماخطر على بال أولئك المتنطعين من الفريقين أن الدولة رعاها الله قامت بخطوات استباقية في هذا الجانب وسنت كثيرًا من الأنظمة والقوانين التي تحافظ على هذه المرأة المصونة العفيفة الشريفة٬ وتسهل لها كل سبل العيش الكريم وتمنع عنها أي تجاوز أو اعتداء، ومنها نظام مكافحة جرائم التحرش الذي تم إصداره مؤخرًا وأصبح ساري المفعول، وفي نفس الوقت فإن أي ظواهر سلبية تصدر من النساء سيتم التعامل معها بحزم ومعالجتها بحكمة دون هوادة أو مجاملة.
بقي أن نُذَكّر الجميع بأن رؤية 2030 تدعم الوسطية والاعتدال٬ وتحث عليها وتتمنى من جميع المواطنين السير عليها في غير ضراء مضرة ولا فتنة مُضِلّة لينعم المجتمع بالعيش الكريم والحياة الهانئة ويحقق مايطمح الوصول إليه من تقدم ورقي.