عدة أجندات وعدة مشاريع، تختلف فيما بينها، إلا أنها تتوحد في مخططاتها وأهدافها مما يجعلها ذات مشروع واحد، تلك الأجندة ومشاريعها مستوردة وقادمة من خارج المنطقة العربية سواءً بأفكارها أو بمنبعها الذي يتوزع ما بين بلاد فارس والبلاد الأخرى غير العربية في الغرب وما حوله٬ كلها تسلط أنظارها على المنطقة العربية وتذهب بمساراتها وتوجهها نحوها.
ومن ينظر إلى أولئك الذين يتبنون حملة تشويه علاقة المملكة العربية السعودية مع اليمن بما يروجونه من بهتان ويتبنونه من حملات، يكتشف المخطط الذي يستهدف المنطقة العربية وأهدافه، كونه مخططًا شاملًا يشمل كل تراب الوطن العربي وليس السعودية واليمن فقط.
المخطط هو: مخطط الاحتلال الحديث للوطن العربي، وهذا الاحتلال يختلف عن الاحتلال القديم الذي يتم عبر وصول جنود تلك الدولة المحتلة وجيشها وحكامها الذين يتواجدون بذاتهم.
الاحتلال الحديث للوطن العربي هو احتلاله عبر أدوات داخلية٬ ولكنها مجردة من الفكر والولاء الوطني، أجسام عربية ذات أفكار وولاء وتبعية لمشاريع خارجية تقبع خارج المنطقة العربية٬ وهي من تدير وتشرف وتوجه وتصدر القرار.. هذا المخطط حقيقته يجعل العرب تابعين لا متبوعين، محكومين لا حاكمين، أجندة لا قيادات، عبيدًا لا أحرارًا.
وأهداف هذا المخطط هي: – الاستيلاء على بلاد العرب٬ والسيطرة عليها بطريقة حديثة عبر الاحتلال الحديث.
– نهب ثروات موطن العرب واقتصادهم وأموالهم وخيراتهم بما يخدم مركز الدول الخارجية المحتلة ذات الأطماع بثروة العرب وذات التوسع الشامل لجميع المستويات على حساب العرب.
وسائلهم وطرقهم في تحقيق أهدافهم في موطن العرب، هي استخدام العرب ضد العرب، تبني الحملات التي تشوه العلاقات بين الدول والشعوب العربية٬ وتزرع الحقد والضغينة وتغرس ثقافة الكراهية.
وهذا ما يعني القضاء على أي توحد عربي وتحالف ومشاعر أخوية صادقة، فإذا تم القضاء على هذا سينجحون في تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم التي لن تعرقلها إلا توحد وتحالف أنظمة العرب وانسجام وائتلاف شعوبها.
التركيز على تشويه علاقة المملكة العربية السعودية مع اليمن يأتي ضمن حملة ممنهجة لتشويه علاقة السعودية مع أي بلد عربي.
يركزون على المملكة كونها الحجر الأصم الواقف أمام سير مخططاتهم، فإذا تم القضاء على المملكة تم الاستيلاء على الوطن العربي بأكمله، ولذا يسعون لتشويه موقف المملكة مع أي بلد عربي ليحاربون أي تحالف وتوحد لأي بلد عربي مع المملكة٬ ويمنعون السعودية من الخدمة والوقوف مع أي بلد عربي، يسعون لاستخدام وسيلة فرّق تسد، كونها أكبر من سيخدمهم.
أعداء اليمن والسعودية معًا هم من يسعون لتشويه علاقة المملكة مع اليمن ويغرسون ثقافة الكراهية بين شعوبها، وهم في هذه الطريقة يحاربون البلدين معًا، يحاربون وقوف المملكة مع اليمن بما يحقق مصلحة الشعب اليمني والذود والدفاع عنه وعن سيادته ووحدته ونمائه وازدهاره، ويحاربون المملكة من اليمن عبر بسط أقدامهم عليه ليستخدموه مساحة استهداف لها.
هناك حملات ممنهجة تتبع مشاريع أعداء العروبة جمعاء تعزف على أوتار نشر الحقد والكراهية بين الشعوب العربية٬ وتدق على إيقاع الإفك والبهتان والضغائن، وتم ترويجها منذ عدة عقود ولم يكن الترويج وليد اللحظة، تلك الحملات هي من سعت لتصوير المملكة العربية السعودية كخصم لدود لليمن وهي من تنشر ثقافة الكراهية للسعودية بين أوساط الشعب اليمني، وهي نفسها اليوم التي تحاول بكل مالديها من قوة أن تصور موقف المملكة الداعم والمنقذ والمدافع عن اليمن على أنه عدوان واحتلال رغم أن أولئك هم المعتدون والمحتلون الذين يتبعون مشروع الاحتلال الفارسي الإيراني لكل المنطقة العربية.
في مقالات قادمة بمشيئة الله نتطرق إلى جوانب أخرى٬ ونستشهد بأدلة واقعية فكونوا معنا.