إذا أردت أن تعرف من هو الإرهاب ومن يقف خلفه ومن أين منبعه، فابحث عن المستفيد منه، فالمستفيد من الإرهاب هو الإرهابي. ولو بحثنا بدقة عن المستفيد من وراء كل المشاريع الإرهابية في العالم، سنجد أنها إيران، وهذا ما يؤكد ويدلل ويثبت، ويبرهن أن إيران ولا غيرها ولا سواها هي مصدر الإرهاب وهي من تصدره.
إيران ذات الفكر الإرهابي الظاهر والبين والمعروف، هي أيضًا صاحبة المشاريع الإرهابية الخفية ذات المسميات الأخرى. تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، وغير ذلك من التنظيمات الإرهابية، مصدرها من إيران وتستخدمها إيران.
بلاد فارس “إيران” هي مصدر الإرهاب، ومنها يتم تصدير الإرهاب للعالم.
تنظيم القاعدة وداعش لو نظرتم إلى مشاريعهما ستجدون أنها تخدم إيران، لم يستهدفا أي مصالح إيرانية على الإطلاق.
إيران من أسست هذه التنظيمات، وتستخدمهما لخدمة مصالحها وأهدافها.
في اليمن تجد أن النشاط الإرهابي للقاعدة وداعش لا يوجد في المناطق التي تسيطر عليها أدوات إيران، بل ينشط في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الشرعية والتحالف العربي.
لم نرَ أي نشاط للقاعدة وداعش في صنعاء، ولم تستهدف أي مؤسسة وقيادات حوثية من قبل تلك التنظيمات، بل تستهدف الدولة في عدن والقيادات العسكرية في مناطق سيطرة الشرعية.
لو كان هناك خلاف بين تلك التنظيمات وجماعة الحوثي أو عداء، لكانت نشطة في صعدة وصنعاء وما حولها، ولكانت اخترقت أماكن تواجد القيادات الحوثية واستهدفتها.
وهذا أمر معروف، قيام أنشطة القاعدة وداعش في المناطق المحررة يخدم المسيطر على المناطق غير المحررة، محاربتها للدولة الشرعية تخدم المنقلب على الدولة الشرعية، علاقة واضحة وهدف واحد لأدوات إيران الإرهابية الظاهرة في اليمن كجماعة الحوثي وأدواتها الإرهابية الخفية كالقاعدة وداعش.
إيران تصدر الإرهاب في اتجاهين رئيسيين، إلى الغرب وإلى العرب.
تصدره للمنطقة العربية؛ لكي تستهدف الأنظمة العربية المعادية لها في عقر دارها، وتحارب العرب من داخلهم.
تصدره للغرب، من أجل أن تشوه بالعرب عبر استخدامها لعناصر عربية وكذلك بادعائها وقوف أنظمة عربية وراء ذلك، وهذا ما يجعل إيران تقذف عصفورين بحجر، تستهدف مصالح غربية بما يخدمها، ويجعل الغرب يتعاون معها، ويتقارب ويتحد لمحاربة المنطقة العربية.
أحداث 11 سبتمبر الإرهابية في أمريكا صنعتها إيران التي لديها تقدم وتمتلك تقدمًا عسكريًا وكما وجد اختراق مخابراتي كبير، واستخدمت عناصر سعودية تتبعها فكريًا لتنفيذ العمليات الإرهابية بهدف توريط نظام المملكة، ولو كان نظام المملكة يقف وراء ذلك لما استخدم عناصر سعودية.
إيران أرادت من ذلك أن تقيم تحالفًا مع أمريكا لمحاربة النظام السعودي في المنطقة العربية باعتباره نظام إرهابي.
وأرادت أيضًا أن تقيم تحالفًا إيرانيًا فارسيًا أمريكيًا غربيًا لمحاربة الفكر الإسلامي السني المعتدل في المنطقة العربية، باعتباره فكرًا إرهابيًا.
أيضًا سبب تصدير إيران للإرهاب إلى الغرب، يأتي لمحاربة الإسلام السني، المسلمون في أمريكا والغرب كلهم، الفكر الإسلامي السني هو من جعل الغرب يتأثرون بالإسلام ويدخلون فيه وهو سبب انتشار المساجد، وهذا ما يؤثر على الفكر الرافضي الشيعي الذي يخشى أن تتم عملية دعم الإسلام السني من الغرب، فسعى لتشويه الإسلام السني والمسلمون السنة هناك، ليجعل الإسلام والمسلمين في نظر الغرب كمجرد إرهاب وإرهابيين، بينما يجعل في نفس الوقت عقيدة إيران هي الأفضل والأقرب والأحسن، وهو ما يجعل الطرفين يتحدا ويحاربا نظام السعودية، ومن معها في المنطقة العربية والجماعات الإسلامية التي تساند تلك الأنظمة من باب الفكر والعقيدة.
إيران تستخدم التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش لتشويه الإسلام الوسطي والمعتدل، وجدت إيران أن عقيدتها الرافضية الإرهابية مرفوضة ولن تكن مقبولة عند العرب وبقية الشعوب، وأن الجماعات الإسلامية المعتدلة والسنية هي العقبة التي تقف أمام عقيدة إيران وفكرها وتحقيق مشروعها، فسعت لتشويه المنهج الإسلامي لتلك الجماعات عبر إنشاء تنظيمات إرهابية تسيء لذلك المنهج وتشوهه عبر الادعاءات بأنها سنية وهابية، وهو الأمر الذي يصور فكر إيران بالأفضل، ويولد التعاون معها من بقية المجتمعات الغربية وغيرها لمحاربة الإسلام السني، وهنا تستطيع إيران أن تحقق مشروعها في المنطقة العربية.
إيران التي تستخدم أدواتها الإرهابية الظاهرة كحزب الله اللبناني وغيره، هي نفسها من تستخدم أدواتها الإرهابية الخفية كتنظيم القاعدة وداعش وغيرها.
ممكن أقول إن إيران لها ثلاثة أهداف رئيسية من خلال تأسيسها وإنشائها، ودعمها وتصديرها، واستخدامها للإرهاب والتنظيمات الإرهابية.
الهدف الأول عقائدي: تشويه العقيدة الإسلامية الصحيحة بما يخدم العقيدة المنحرفة لإيران.
الهدف الثاني عسكري: تنفيذ أنشطة عسكرية بما يخدم إيران عسكريًا، أو يشوه الطرف العسكري الذي يواجهها.
الهدف الثالث سياسي: جعل المجتمع الدولي يقف معها ويساندها.